"تويتر" يتحرّك ضد إرهاب "داعش"

23 اغسطس 2014
جايمس فولي خلال عمله في سورية (فيسبوك)
+ الخط -
منذ انطلاقتها، اعتمدت وسائل التواصل الاجتماعي معايير قالت إنّها تحمي حريّة الرأي والتعبير للمستخدمين. بناءً على ذلك، كانت إدارات هذه المواقع حريصةً على عدم حذف أيّ محتوى دون التدقيق فيه. رغم أنّ أنظمة الخصوصيّة المتعلّقة بتلك المواقع تلحظ محظورات عدّة، كالتحرّش والتهديد وصولاً إلى الكراهية.
وتضمن هذه المواقع لمستخدميها حقّ التبليغ عن الحسابات المسيئة، وخصوصاً مع ازدياد عدد المستخدمين، مع وجود رقابة مفترضة منها على هذه الحسابات. لكنّ مراقبة إدارات المواقع، للحسابات التي تتحدّث باللغة العربيّة تبدو أكثر صعوبة، بحسب ما برهنت تجربة موقع "تويتر" مع تنظيم "داعش" الإرهابي.
هذا الأمر اختلف بعض الشيء بعد إعلان "داعش" أنّه قطع رأس الصحافي الأميركي جايمس فولي، في فيديو بعنوان "رسالة إلى أميركا". هُنا، بدأت مواقع التواصل الإجتماعي تغصّ بالنبأ، والصور وروابط الفيديو المرافقة له. و"تويتر"، كان المساحة الأبرز لمناصري "داعش" ومقاتليه لنشر الدعاية الداعشيّة. فانتشرت صور فولي على الموقع بشكل كبير. تنبّهت إدارة موقع التدوينات القصيرة للأمر، واتّخذت خطوات مضادّة للمرة الأولى. فبدأت بإغلاق الحسابات التي نشرت الصور، معتبرةً أنّ علاقةً ما تربطها بالتنظيم بشكل مباشر أو غير مباشر، حسب ما كشف رئيس مجلس الإدارة في الموقع، ديك كوستولو. كذلك فعل موقع "يوتيوب"، الذي بدأ بإزالة شرائط الفيديو التي تحوي عمليّة القتل.
لم يكُن قتل فولي شرارة وعي لدى إدارة "تويتر" فقط، بل لدى مستخدميه أيضاً. فبدأ المغرّدون حملةً للتبليغ عن الحسابات التي نشرت الصور والفيديو، وشنّوا حملةً على موقع "نيويورك بوست" الذي نشرها، وطالبوا بإغلاقه أيضاً. انسحبت الحملة على كلّ المحتوى الذي يتعلّق بالتنظيم الإرهابي. فأطلق المستخدمون وسم #ISISMEDIABLACKOUT أو "التعتيم على إعلام داعش".
وكتب المستخدمون تغريدات طالبت الموقع باتّخاذ إجراءات تسمح بهذا الأمر. وكتبت نيرفانا "آمل أن يُغلق "تويتر" جميع الحسابات التي تنشر أي مادة لها علاقة بداعش أو تُمجّد أي عملٍ بربري. يكفينا تسويق مجّاني للمجرمين". وكتب سجاد "في العراق، تآلف أطفالنا مع صور الموت لأنّهم يرونها طوال الوقت. لا تتركوا ذلك يحدث في كلّ مكان". ونشر أحد المستخدمين صورةً مستوحاة من علم "داعش"، كتب عليه "عتّموا على إعلام داعش... لتنتهي القصّة"، ودعا إلى مشاركتها على نطاق واسع. لكنّ الصحافي في "وول ستريت جورنال"، توم غارا، كتب على حسابه على الموقع "آسف لأنّه بعد أكثر من سنة من كلّ هذا القتل والدمّ، اتّخذ فيسبوك وتويتر إجراءات ضد موادّ "داعش" فقط لأنّ أميركياً قُتل".
هذا الوعي المتزايد بأنّ "داعش" تستغلّ مواقع التواصل الاجتماعي لنشر البروباغاندا الخاصة بها، أظهر رفضاً من قبل مستخدمين كُثُر لإعادة نشر المواد التي تخرج عن التنظيم. لكنّ مستخدمين آخرين، أطلقوا وسم "رسالة إلى أميركا"، نشروا عليه تغريدات مُحرّضة على القتل. يُثبت ذلك أنّ الدعاية الداعشية لا تنجح بسبب مناصري "داعش" فحسب. ويُثبت أيضاً، أنّ التحدي الكبير لمواقع التواصل هو إلغاء خطاب الكراهية... الأمر الذي يبدو مستحيلاً.
المساهمون