"المريمية" عشبة المنزل الفلسطيني: تاريخ وعلاج

"المريمية" عشبة المنزل الفلسطيني: تاريخ وعلاج

03 مارس 2015
أم ابراهيم تبيع المريمية على بسطتها (العربي الجديد)
+ الخط -
تقوم الحاجة أم إبراهيم دار موسى من قرية بيت لقيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، بقطف أغصان المريمية من أرضها في جبال القرية، والتي تزرعها حول أشجار الزيتون، من أجل بيعها على بسطتها في سوق رام الله الشعبية، ضمن أنواع أخرى من الأعشاب والخضراوات التي تستخدم كمقبّلات للطعام.

وفي حديثها لـ"العربي الجديد"، فإنها تفضل بيع المريمية، لعدم وجود تكلفة إنتاج، فتشكل لها مصدر ربحٍ صافٍ، إذ تستفيد من المريمية لوحدها بنحو 100 دولار، في سعي منها لتوفير المال، حيث دفعتها ظروفها الاقتصادية إلى العمل من أجل مساعدة زوجها وأولادها.

حال أم إبراهيم كحال كثير من الباعة في السوق الشعبية، الذين يخرجون إلى جبال ريف رام الله في أيام العطل ويقطفون المريمية ويبيعونها خضراء بنحو (2 - 3 دولارات) للكيلو الواحد، فيما يبلغ سعر الكيلو المجفف منها ما بين (5 – 10 دولارات) وذلك حسب جودتها، حيث يفضل الكثيرون المريمية الجبلية على غيرها.

وتكاد لا تخلو بسطة شعبية تختص بتلك الخضراوات والأعشاب من المريمية، وهو أمر لم يجعل منها مصدر دخل وحيد كما كان في السابق، حيث يوضح أحد الباعة ويدعى بهجت يوسف من قرية كفر نعمة غرب رام الله لـ"العربي الجديد".

وتباع المريمية المجففة في كافة محال بيع الأعشاب والبهارات أو بعض محال المواد التموينية، وتشكل عشبة أساسية في كل منزل فلسطيني، إذ يكاد لا يخلو منزل منها، أو قد يبعثها الأهالي كهدايا لأبنائهم إلى خارج فلسطين في الدول العربية وغيرها من الدول الأوروبية والأجنبية.

وتشكل النبتة أحد روافد الصيدلية المنزلية لدى الأسرة الفلسطينية، إذ تستخدم لعلاج مشاكل المعدة والمغص، أو كمضمضة لعلاج مشاكل تقرحات الفم، وتعمل على تحسين الذاكرة ومقاومة خطر الزهايمر، وتستخدم كمضاد للبكتيريا ومعقم للجهاز الهضمي، وفق ما قال رئيس قسم النباتات الطبية في كلية الصيدلة في جامعة النجاح بنابلس، نضال جرادات لـ"العربي الجديد".

في حين، يؤكد جرادات، أن الفائدة تكمن في شرب المريمية لوحدها فقط، دون إضافتها لأعشاب أخرى، إذ تستخدم النبتة بشكل يومي لإضفاء طعم مميز على مشروب الشاي، بينما قد تستخدم لحرقها وهي جافة من أجل تغيير الروائح الكريهة في المنزل. وتشتهر المريمية بعدة تسميات منها: الشجيرة، والمريمية، وعشبة السيدة مريم.

وتتحدث الروايات بأن النبتة سميت بالمريمية نسبة للسيدة مريم عليها السلام، والتي استخدمتها لدى ولادتها النبي عيسى عليه السلام، في وقت نسبت لها أعشاب أخرى تحمل اسمها أيضاً.

وفي هذا الشأن يقول جرادات: "إن شرب كميات كبيرة من مشروب المريمية، له دور مهم في حياة المرأة الحامل سواء بشكل سلبي أو إيجابي، إذ إن شرب المرأة الحامل لها قد يسبب إجهاضاً لتسببها في ارتخاء عضلات الرحم، بينما تسهم في تسهيل عملية الولادة للمرأة الحامل".

وتحتوي النبتة الطبية، التي تعيش في مناطق بلاد الشام، أكثر من 20 نوعاً من الزيوت الطيارة ومضادات الأكسدة، حيث كل ما فيها له فائدة سواء الأغصان أو الأوراق، وقد استخلصت منها شركات الأدوية الإسرائيلية زيت "أوميجا 3" كبديل لزيت السمك، فيما تعتبر المريمية ذات الأوراق الصغيرة وعلى شكل صليب من أفضل الأنواع، وتستخدم مجففة لعلاج بعض الأمراض، أو خضراء لعلاج أمراضٍ أخرى.

اقرأ أيضاً: بسطات جامعات غزة.. باب رزق

دلالات

المساهمون