"الكتاب المستعمل".. معرض للقرّاء المخلصين

يتواصل "معرض الكتاب المُستعمَل" في العاصمة الكويتية، الذي يُقام في "رابطة الأدباء الكويتيين"، حتى الأول من تشرين الثاني/ نوفمبر.

يسعى المعرض إلى طرح الكتب بأسعار زهيدة تصل إلى دينار للكتاب الواحد، وتوفير مروحة كبيرة ومتعدّدة من أنواع الكتب الأدبية والفلسفية والفكرية والعلمية.

الباحث صالح المسباح، مؤسّس المعرض، انطلق من فكرة التظاهرة من خلال الفائض في مكتبته الخاصة الضخمة التي بدأ في تجميعها منذ عام 1975؛ حيث تتضمّن أكثر من مئة وعشرين ألف عنوان.

قضى المسباح سنوات في اقتناء الكتب بشتى أنواعها، من مكتبات ومن باحثين وخلال أسفاره، مستعمَلة وجديدة، إلى أن أصبح لديه فائض من الكتب التي لا يعود إليها، بعضها أكاديمي أو متخصّص في علوم النفس والقانون وغيرها، إلى جانب تجميعه لمنشورات ومطبوعات، والعدد الأول من كل مجلة.

من تراكم هذه الكتب التي لم يعد الكاتب يرجع إليها، جاءت فكرة تأسيس معرض للكتاب المستعمَل، حيث يملك المسباح قرابة ستّين ألف كتاب فائض عن حاجته.

هذه هي الدورة الثانية من معرض الكتاب الذي ينظّمه المسباح. وهذه السنة أُقيم بالتعاون مع جهات مختلفة بدأت تعرض أيضاً كتبها، مثل وزارة التربية والتعليم وغيرها.

بالنسبة إلى المعرض، فإن أهم ميزاته هي توفير كتب ثمينة في الأصل بأسعار تجعل منها متاحة خاصة للطلاب والدارسين الذين يحتاجون إلى كتب متخصّصة.

كما يعيد المعرض إلى الكتاب القديم فرصة التداول من جديد ورقياً، وليس في مجرّد نسخ إلكترونية، وبعضها لم تعد متوافرة في المكتبات والأسواق، ما يجعل من اقتنائها متعة خاصة لمحبّي الكتب، خصوصاً تلك التي لن يجدها القارئ بسهولة.

الأمر لا يتعلق فقط بالكتب الزهيدة، بل إن هناك مجموعة من الكتب النادرة التي تعرضها تظاهرات الكتب المستعل بالعموم، وترتفع قيمتها بسبب ندرتها، كما يشير المسباح في لقاء تلفزيوني معه، من بينها كتاب "تاريخ الكويت" لـ عبد العزيز الرشيد الذي كتبه عام 1926 في جزئين، حيث يصل سعره اليوم إلى 2500 دينار كويتي، رغم أن هناك طبعة أخرى أرخص ثمناً، لكن هواة الكتب النادرة يفضلون نسخة 1926.

وكذلك نسخة كتاب "التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية" لمؤلفه محمد النبهاني، والذي وصل سعر النسخة التي صدرت منه في 1912 إلى 3 آلاف دينار كويتي.

هذا ليس المعرض الأول للكتاب المستعمل الذي يقام هذا العام، فقد نظّم "المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب" الكويتي معرضاً في "مكتبة الكويت الوطنية"، في كانون الثاني/ يناير الماضي، ضمّ آلاف العناوين المتنوّعة بين علم الاجتماع والفلسفة وكتب الأدب التي تضمّ الشعر والقصة والرواية، وكذلك كتب الدراسات النقدية والعلمية والاقتصاد والسياسية والعلوم والطب.