"السوري الجديد".. هل من جديد؟

"السوري الجديد".. هل من جديد؟

14 مارس 2015
شعار الموقع
+ الخط -
لم تعرف المواقع الإلكترونية الإعلامية السورية طفرة كبرى في الكم بعد انطلاق الثورة في مارس/آذار من العام 2011. ركّز المعارضون السوريون على إطلاق صحفهم المطبوعة وإذاعاتهم في المقام الأول، أما الإعلام الإلكتروني فبقي يراوح مكانه تقريباً عدا بعض الاستثناءات المحدودة، بينما أضحت مواقع إخبارية موجودة على الشبكة العنكبوتية منذ سنوات سابقة للثورة، تُحسب على المعارضة إثر تغييرات جذرية في سياساتها التحريرية.

منتصف الشهر الفائت أطلق صحافيون وكتاب معارضون موقع "السوري الجديد" الذي يبدو أنه يحاول ملء الفراغ في الإعلام الإلكتروني السوري المعارض.

مع انطلاق الموقع، بدا أن "السوري الجديد" لن يكون الوسيلة الإعلامية السورية القادرة على تقديم محتوى خبري سريع وشامل، فالقائمون عليه لم يقدموه على هذا الأساس، بل فضلوا تغليب المقالات التوعوية والتثقيفية ومقالات الرأي على المتابعة الخبرية الفورية أو التقارير الإخبارية المواكبة للشأن السوري.

يقول رئيس تحرير الموقع إياد شربجي لـ "العربي الجديد" إن المشروع "لا ينظر لما يحدث من زاوية آنية مرحلية، بل يوسع عدسة الرؤية للنظر إلى الأحداث كحركة تاريخية كاملة تعيد تشكيل المشهد السوري اجتماعياً وجغرافياً وسياسياً"، معتبراً أن في هذا نوعاً "من التفكير الاستراتيجي بعيد الأمد". ويضيف سبباً واقعياً يجعل "السوري الجديد" بعيداً عن الأخبار: "لا نستطيع بل لا نريد أن نكون في منافسة خاسرة مع مؤسسات إعلامية كبرى، لديها إمكانات ومراسلون يستطيعون أن ينقلوا الخبر في الزمن الحقيقي، وهو ما لا يتوافر لدينا الآن".

هيئة تحرير الموقع تضم أربعة صحافيين، ثلاثة منهم مقيمون في الولايات المتحدة والرابع في سويسرا، وهيئة استشارية من ثلاثة أفراد وإداريين وفريق ترجمة رباعياً، وباستثناء إداري يقيم في دمشق فإن البقية موزعون على الولايات المتحدة وكندا وأوروبا والخليج العربي واستشاري واحد في تركيا.
تبدو هذه المسألة هي نقطة ضعف "السوري الجديد" الأبرز، ففريق عمل بالكامل تقريباً بعيد عن سورية لن يكون بمقدوره متابعة الكم الهائل من التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تحدث في البلاد، عدا عن خلو فريق العمل من أي صحافي أو مراسل في دول الجوار حيث كثافة اللجوء السوري: تركيا والأردن ولبنان والعراق ومصر، حتى أن قائمة العاملين في الموقع من المقيمين في أوروبا لم تشمل أي مقيم في واحدة من الدول الأوروبية التي استضافت الأعداد الأكبر من السوريين: السويد أو ألمانيا أو هولندا.

إقرأ أيضاً: الضحية الأكبر: #ChildrenofSyria

يقدم رئيس التحرير تبريراً: "معظم من يكتبون لنا أو من كادر العمل خرجوا من سورية مؤخراً، هذا ليس سبباً لاعتبارهم غرباء عن الداخل، كلنا متأثرون بشكل أو بآخر... في النهاية يقع على عاتق من أصبحوا في الخارج أن يقدموا مساهمتهم في دعم قضيتهم، وهذا ما نفعله"، ويلفت إلى وجود عدد من المراسلين غير الثابتين في الداخل السوري.

في المقابل، استقطب الموقع عدداً من الكتاب والفاعلين في الشأن العام البارزين، منهم: عفراء جلبي وهادي البحرة وأنور البني ووائل مرزا وسلامة كيلة وآخرون.

المساهمون