"الزرقاء الدولي للشعر".. عربي بالكاد

"الزرقاء الدولي للشعر".. عربي بالكاد

05 نوفمبر 2015
(مشهد من الزرقاء، تصوير: خليل مزرعاوي)
+ الخط -

إذا ما استثنينا مدينة جرش ومهرجانها السنوي، تبقى العاصمة عمّان صاحبة التّمركُز الثقافي في الأردن؛ حيث تُقام فيها معظم الفعاليات والنشاطات الثقافية التي تتراوح بين المهرجانات الموسيقية والمسرحية والشعرية، والتي قلّما تلقى طريقاً إلى محافظات أخرى.

أول أمس، انطلقت فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان الزرقاء الدولي للشعر"، شرقي عمّان، بمشاركة 39 كاتباً من سبعة بلدان عربية، هي العراق وسورية ومصر والمغرب وتونس والبحرين والأردن، إلى جانب مجموعة من الأكاديميين الذي يقدّمون قراءات تدور حول مجموعة محاور خصّصها المهرجان للنقاش.

تُقام الفعالية بدعم من بلدية الزرقاء ومديرية الثقافة فيها، إضافة إلى فرع "رابطة الكتّاب الأردنيين" في المدينة. يقتضي هذا الدعم الرسمي أن يكون الافتتاح، مع كلمات لـ "أصحاب العطوفة"، رئيس البلدية ومدير المديرية، يليهما "عرض موسيقي وطني" تؤدّيه "فرقة الأمن العام".

بعد انتهاء كل هذا، بدأ المهرجان بأمسية للشاعر العراقي عبد الرزاق عبد الواحد الذي يقيم في عمّان منذ سنوات، تبعته جلسة ثانية بمشاركة كل من حسن طلب من مصر وأنور الخطيب من فلسطين، وعلي البتيري وجريس سماوي من الأردن.

شهد اليوم الثاني جلسة نقدية بعنوان "واقع قصيدة النثر ومستقبلها"، تلتها جلسة شعرية أخرى. تقع الندوة التي تدور حول "مستقبل" قصيدة النثر بين أمسيتين لا يكتب (كي لا نقول لا يعترف) معظم شعرائها أصلاً قصيدة النثر، بل يراوحون بين العمودي والتفعيلة. لا يُفهم سياق هذه الندوة التي تختصّ بمسألة لم يعد الحديث فيها مُمكناً، بل تجاوزه النقد والشعر معاً.

تتواصل فعاليات المهرجان حتى السابع من الشهر الجاري. غداً، يُفترض أن يستريح المشاركون من أي قراءة، ليقوموا برحلة سياحية إلى مناطق تاريخية في الأردن. لكن، يبدو أن الأحوال الجوية ستُعطّل الأمر، كون الأمطار الغزيرة التي تشهدها البلاد نتج عنها سيولٌ شلّت الحركة في عدد من محافظاتها، ولن يكون أمام الحاضرين سوى البقاء في مقرّ إقامة الأمسيات، "مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي"، وقراءة المزيد من قصائدهم وابتكار جلسات نقدية جديدة.

اللافت في اسم المهرجان، هو منحه صفة "الدولي"، رغم أن بلداً أجنبياً واحداً لم يشارك فيه. ربّما كان الأفضل أن يُسمّى بـ "العربي" تيمناً، فحتى الأسماء القليلة غير الأردنية هي في معظمها لمقيمين في الأردن. لكن يبقى المأخذ الأبرز على المهرجان تقليدية محتواه وتنظيمه وتكراره للأسماء نفسها المتكررة بدورها في المهرجانات الأردنية.  


اقرأ أيضاً: جرش 2015: خواطر الفيسبوك على المدرج الروماني

المساهمون