"الجمهورية"... رحلة البحث عن الدولة

"الجمهورية"... رحلة البحث عن الدولة

12 سبتمبر 2014
سويحة: نتمنى أن نصل لمصاف المشروع الفكري والثقافي
+ الخط -

يختلف موقع "الجمهورية" عن معظم المواقع السورية الأخرى التي انطلقت بعد الثورة على نظام بشار الأسد. فالموقع، هو عبارة عن مجموعة أسسها كتّاب وباحثون سوريّون مناصرون للثورة، بهدف تقديم إنتاج فكري يساهم في بناء سورية التي يريدونها.
منذ انطلاقته، لم يقدّم "الجمهورية" نفسه كموقع إخباري، بل يركّز على نشر المقالات والتحليلات المرتبطة بالوضع السوري، والتعليق على الأحداث.
في حديث مع "العربي الجديد"، يقول رئيس تحرير الموقع، ياسين سويحة، إن "مجموعة الجمهورية تتمنى أن تصل لمصاف المشروع الفكري والثقافي"، معتبراً أنهم لا يزالون "بعيدين عن هذه المرحلة".
ويعرّف سويحة "الجمهورية" بأنها "محاولة تكوين منبر للتحليل والاستقصاء والرأي، وفتح آفاق وزوايا جديدة وتحررية للنظر والتفكير في شؤوننا وقضايانا العامة". ومن خلال متابعة المقالات والدراسات التي يواظب على كتابتها بعض الكتّاب السوريين، كما بعض الترجمات التي يقوم الموقع بترجمتها ونشرها، يمكننا ملاحظة النقد الواضح لحركات الإسلام السياسي، التي برزت على الساحة السورية تحديداً، والعربية بشكل عام.
ويعطي هذا التوجه صورة للنهج الذي اختطه الموقع لنفسه، وإن كان في رسالته الافتتاحية أعلن أن الكتّاب أحرار في ما يكتبونه وأن المقالات التي تحمل توقيع "مجموعة الجمهورية" هي الوحيدة التي يتحمل الموقع مسؤوليتها كاملة وتعبّر عن توجهه الليبرالي.
وقد ساوت افتتاحية الموقع، في الخامس من سبتمبر/ أيلول 2014، والتي حملت عنوان: "كي لا نسحق مرة أخرى"، بين نظام الأسد وبين الإسلاميين، وتدعو المقالة الافتتاحية السوريين إلى العمل للتخلص من هاتين المشكلتين من أجل الوصول إلى مجتمع "العمل": "إن كان لنا ألا نُسحق مرة أخرى، وجب الانتقال الآن إلى العمل. حليفنا التفكير المبدع والاستقلالية والكرامة الشخصية والوطنية والإخلاص في العمل. لدى النظام السلاح، ولدى الإسلاميين السلاح، ولديهما معاً الطائفية والكراهية والوحشية واليأس، ولدينا الإبداع والحرية، والأمل".
وعن رأيه في مشروع الإسلام السياسي ومآخذه عليه، يقول سويحة: "بالتأكيد لا يمكن الحديث عن الإسلام السياسي ككتلة واحدة متجانسة، فالواقع يقول إن هناك تباينات واختلافات كبيرة جداً ضمن هذا الإطار الكبير.
الصحيح أيضاً أن تيارات الإسلام السياسي قد أخفقت في امتحانات عسيرة تعرّضت لها في السنوات الأخيرة، وقدّمت رؤى وطروحات قاصرة وضيّقة وأنانية حول مواضيع جوهرية، بدءاً من الحريات الفردية وانتهاءً بمكاننا في العالم المعاصر. لا يمكننا أن نقرأ المستقبل، لكن الواقع لا يُشجّع على التفكير بانقلابٍ فكري في أوساط الإسلام السياسي نحو رؤى أكثر تصالحاً مع العالم الذي تعيش فيه، على الأقل على المدى المنظور".
نشأ موقع "الجمهورية" تطوعياً، كما هو مدوّن على صفحته الرئيسة، لكن الموضوع اختلف الآن، كما يقول سويحة: "هذا التعريف قديم، لقد أعلنّا قبل نحو عام عن عجزنا عن الاستمرار دون تلقي دعم... لأجل ذلك، طلبنا الدعم من جهات مموّلة تحظى بالسمعة الجيدة".
يختم سويحة قائلاً إن الموقع يهتم باستقطاب كتابات الفئات الشابة "فالقسم الأكبر من أعضاء المجموعة هم شباب".

دلالات

المساهمون