"التطبيع" يلاحق الراعي إلى عمّان ..ولن يلتقي عملاء لحد

"التطبيع" يلاحق الراعي إلى عمّان ..ولن يلتقي عملاء لحد

24 مايو 2014
خلال المؤتمر الصحافي الذي غاب عنه الراعي (أسوشيتد برس)
+ الخط -
تغيّب البطريرك الماروني اللبناني، بشارة الراعي، عن المؤتمر الصحافي الذي عقد مساء الجمعة في كنيسة اللاتين، في العاصمة عمّان، لمجلس بطاركة الشرق، التي كانت تهدف إلى تسليط الضوء على زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول إلى الأردن والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجاء في الدعوة الصحافية التي وجهها المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، أن المؤتمر هو الأول من نوعه الذي يعقده مجلس بطاركة الشرق، لكن غياب البطريرك أفقد المؤتمر وصفه بأنه "الأول من نوعه".

وبرّر مطران اللاتين في الأردن، مارون لحام، لـ"العربي الجديد"، غياب الراعي، بسبب وجوده في قداس بالكنيسة المارونية، استمر حتى الساعة السابعة والربع مساءً. إلا أن المؤتمر، الذي بدأ عند الساعة السابعة، واستمر قرابة الساعة، انتهى من دون أن يتمكن البطريرك الراعي من الحضور.

وكان الراعي قد انسحب، الجمعة، من لقاء تلفزيوني على الهواء مباشرة، كانت تجريه معه محطة "فرانس 24"، احتجاجاً على الأسئلة الموجهة إليه حول زيارته إلى القدس المحتلة.

وتثير زيارة الراعي المنتظرة، بصحبة بابا الفاتيكان، جدلاً واسعاً في لبنان، على خلفية ما يرى فيه البعض تطبيعاً مع العدو، ولا سيما أنها الزيارة الأولى التي يقوم بها بطريرك الكنسية المارونية منذ قيام دولة الاحتلال عام 1948.

والتقى الراعي، الذي وصل إلى الأردن صباح الجمعة على متن طائرة خاصة، رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، ورئيس مجلس الأعيان الأردني عبد الرؤوف الروابدة وعدداً من الوزراء والمسؤولين الأردنيين، خلال مأدبة غداء أقامتها على شرفه السفيرة اللبنانية في الأردن ميشلين الباز.

وحضرت زيارته المثيرة للجدل إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة، على مأدبة الغداء، إذ قال للحضور: "لن ألتقي أي مسؤول عسكري أو مدني" إسرائيلي، بحسب مصدر حضر المأدبة.
وقال المصدر، لـ"العربي الجديد"، إن الراعي "أخبرنا أن زيارته تهدف للاطمئنان على رعايا الكنيسة وأن لقاءاته ستكون في هذا النطاق فقط".

وحول إمكان لقاء الراعي باللبنانيين الهاربين إلى إسرائيل، وتحديداً عملاء جيش لحد، أوضح المصدر أن البطريرك أكد أن اللقاء الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام "ليس موجوداً على جدول أعماله، وأنه سيلتقي رعايا الكنيسة فقط".

مواطن فاتيكاني لا لبناني

في هذه الأثناء، أكد سفير الفاتيكان في الأردن، المطران جورجيو لينغوا، لـ"العربي الجديد"، إتمام كافة الاجراءات الخاصة بدخول البطريرك الراعي إلى القدس. وأوضح أن الراعي سيدخل القدس كمواطن فاتيكاني وليس كمواطن لبناني، نظراً لعدم وجود علاقات سياسية بين لبنان وإسرائيل.

وأضاف المطران لينغوا أنه "يوجد أشخاص في لبنان يحبون إثارة المشاكل حول الزيارة، لكن لا توجد لدينا أي مشكلة في ذلك. البطريرك يذهب في زيارة مقدسة وليس زيارة سياسية".

يشار إلى أن البطاركة السبعة الذين سيرافقون بابا الفاتيكان في زيارته إلى الأراضي المحتلة، لن يغادروا الأردن بصحبته على متن المروحية العسكرية التي ستقلّه، يوم الأحد، إلى بيت لحم، بل سيغادرون براً، بحسب ما أعلن المتحدث باسم زيارة البابا في الأردن الأب رفعت بدر.

والبطاركة السبعة الذين سيرافقون البابا هم بطريرك القدس اللاتين فؤاد الطوال، بطريرك كنيسة الموارنة مار بشارة بطرس الراعي، بطريرك كنيسة الروم الكاثوليك غريغوريوس لحام، بطريرك كنيسة الأقباط الكاثوليك إسحق إبراهيم، بطريرك كنيسة الأرمن الكاثوليك نرسيس التاسع، بطريرك كنيسة السريان الكاثوليك أغناطيوس الثالث يونان وبطريرك الكنيسة الكلدانية البطريرك لويس ساكو.

وبحسب الأب بدر، فإن البطريرك الراعي سيبقى لمدة يومين في فلسطين بعد مغادرة بابا الفاتيكان، للقاء الرعية المارونية في الناصرة والجليل.