"التحالف" يدعو إلى الحشد: السيسي قائد الثورة المضادة

"التحالف" يدعو إلى الحشد: السيسي قائد الثورة المضادة

27 مارس 2014
من المواجهات أمام جامعة القاهرة (خالد دسوقي، Getty)
+ الخط -

دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، اليوم الخميس، الشعب المصري إلى حشد جماهيري غدا الجمعة تحت شعار "معاً للخلاص"، والخروج في تظاهرات مناهضة لترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسي للانتخابات الرئاسية، الذي يسعي إلى إقامة "جمهورية الخوف والقهر والفقر والتبعية"، على حد تعبير بيان التحالف.

وأشاد التحالف بالتظاهرات الحاشدة للطلاب التي خرجت أمس الأربعاء، مؤكداً استمرار الموجة الثورية الثانية حتى إسقاط الانقلاب العسكري في البلاد، ومحاسبة كل من أجرم بحق الشعب.

وقال التحالف في بيانه: "شعب مصر العظيم القاهر للانقلاب، فرضتم كلمتكم في مليونية مهيبة، وارتفعتم بموجتكم الثورية الثانية التي تصدرها الطلاب والطالبات، وأعلنوها واضحة قوية أن الثورة مستمرة حتى الإسقاط الكامل للانقلاب، ومحاسبة كل من أجرم بحق شعبنا العظيم، وأحبطتم خطوات الباطل وإرهابه ودفعتموه إلى حافة الهاوية ليكون المستقبل لكم ولمصر".

وخاطب البيان الثوار والثائرات، قائلا: "تأكد ما قلناه منذ تسعة شهور وسقط القناع الزائف من على وجه قائد الانقلاب المنفذ له والمشارك في التخطيط له مع أعداء مصر، سقط القناع الزائف بإعلان ترشحه لـرئاسة الدم، بعد أن غدر بثورة 25 يناير المجيدة ومكتسباتها الدستورية، وحنث بقسمه أمام رئيسه المنتخب الدكتور محمد مرسي بالانقلاب عليه، وورط جيش مصر معه في دخول حلبة الصراع السياسي بما يهدد تماسكه ككتلة صلبة في مواجهة أعداء مصر وفي الذود عن حدودها".

وتابع موجهاً حديثه لوزير الدفاع المستقيل: "وها هو يترشح ويداه ملطخة بدماء الآلاف من خيرة أبناء مصر الأبرار الأوفياء، وكان آخرهم طالب مدرسة السعيدية العريقة، وسط فشل في كل المجالات وظلام وشؤم غير مسبوق، رغم أنه حلف بأغلظ الإيمان بعدم الترشح، ليتأكد للجميع أن مصر تحت انقلاب إرهابي دموي برنامجه هو إقامة جمهورية الخوف والقهر والفقر والكرب والتبعية للحلف الصهيوأميريكي".

وزاد البيان قائلا: "شعبنا العظيم القاهر للانقلاب المزلزل لأركانه، ذروهم يحلمون بالأوهام، ويصنعون الزيف ويمشون وراء السراب، وكلما تقدموا خطوة في نفق الانقلاب صعب عليهم التراجع، فكل ذلك سينتهي في لحظة، ولدينا اليقين ولدى شعبنا العظيم بأن الانقلاب إلى زوال، وساعتها لن يفيد الندم بعد أن يبدأ الحساب بعون الله".

واختتم: "ذروهم يحلمون بالأوهام، وأكملوا ثورتكم بمقاومة سلمية مبدعة تقهر إرهاب الانقلابيين وعمى بصيرتهم، فكل الشواهد والحسابات تؤكد أن مناخ الحسم يكتسب زخما وأرضية وأنصارا جددا كل يوم، ولتكن مليونية الجمعة مليونية عظيمة ومشهودة لدعم المسار الديموقراطي واسترداد الثورة ورفض الانقلاب وحكم العسكر".
وفي أول رد فعل لها بعد إعلان السيسي ترشحه، وصفت حركة "شباب 6 أبريل"، جبهة أحمد ماهر، السيسي بـ "مرشح الحزب الحاكم فى مصر وهو حزب المؤسسة العسكرية".
وقالت الحركة، في بيان أصدرته اليوم الخميس، إن "ترشحه في انتخابات الرئاسة يُسقط ورقة التوت الأخيرة عن تحرك الجيش فى 3 يوليو- تموز الماضي، وأنه يعلن بذلك أنه قائد الانقلاب وقائد الثورة المضادة".
من جانبه، انتقد المتحدث الإعلامي للحركة، خالد المصري، ما وصفه بـ "استغلال السيسي لإعلام الدولة في الدعاية الانتخابية بزيه العسكري".
وقال المصري، في تصريحات مقتضبة اليوم الخميس، "من المفترض ألا يظهر المشير بالزي العسكري أثناء إعلانه الترشح لانتخابات الرئاسة"، على حد تعبيره.
وأضاف "خطاب السيسي كان أشبه بالدعاية الانتخابية، واستبعد تنفيذ المشير ما جاء في البيان".
بينما قال أستاذ العلوم السياسية والمنسق العام للجبهة الوطنية للتغيير السابق حسن نافعة: "إن استقالة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من منصبه؛ وترشحه للرئاسة خبر متوقع وغير مفاجئ".

وأضاف نافعة في تصريحات خاصة أن: "المطلوب هو اجراء انتخابية تنافسية حقيقية تتوفر فيها ضمانات النزاهة، والجميع يدرك أن السيسي هو الرئيس القادم لمصر قبل أي انتخابات".

ووجه نافعة نداءً للسيسي طالبه فيه: "بضرورة فتح حوار جاد مع المعارضين السياسيين لاتمام المصالحة السياسية في البلاد ووقف نزيف الدم".
من جانبه قال أمين شباب حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين علي خفاجي: "إن استقالة السيسي وإعلان ترشحه للرئاسة يؤكدان للجميع، أن ما جرى في الثالث من يوليو كان انقلاباً حرّكه وزير الدفاع من أجل الوصول لحلمه في كرسي الرئاسة بعد أن انقلب على الرئيس المنتخب".

من جهته، قال الأمين العام لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية في مصر، علاء أبو النصر: "إن استقالة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي من منصبه، وترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ما حدث فى 3 يوليو "انقلاب عسكري مكتمل الأركان". وأضاف أبو النصر لـ"العربي الجديد": "على السيسي أن يتحمل تبعات قراره"، لافتاً إلى أن ترشحه بدون حملة انتخابية، جاء لأنه يدرك أنه سيفوز بالتزوير، وأن أى مرشح سيخوض الانتخابات أمامه سيكون جزءاً من الديكور. ولفت إلى أن وزير الدفاع المستقيل بدأ التنصل من وعوده السابقة بتحقيق الاستقرار لمصر، بحديثه عن ضرورة تقشف المصريين المرحلة المقبلة. وتابع: "لقد وفر علينا الكثير لإثبات أن ما حدث هو انقلاب، وهذا يساعدنا فى استفاقة كافة المخدوعين في المؤسسة العسكرية".

وذكر أبو النصر، في حديث قائد الجيش الميداني السابق اللواء أحمد وصفي، وقوله: "لو رأيتم السيسي يترقى أو يترشح للرئاسة قولوا على 3 يوليو انقلاب".

من جهته، قال وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشورى المصري، عز الدين الكومي، "إن قرار وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالترشح للرئاسة لم يكن مفاجئًا"، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد تدشين مرحلة جديدة من الحراك الثورى الرافض للانقلاب، ستواجهها السلطة الحالية باستمرار قمعها للتظاهرات. وأضاف الكومي لـ"العربي الجديد" أن "هذا هو المسار الطبيعي لما قام به السيسي عقب انقلابه على الرئيس المنتخب، مؤكدا أنه "لم يقم بالانقلاب لصالح الغير أو حتى يترك الساحة لغيره، بل كل ما فعله من قتل واعتقالات وملاحقاتات من أجل لحظة خوضه سباق الرئاسة".

وشبه الكومي الوحدة التي أنشئها السيسي بهدف الانتشار السريع لفرض سيطرتها على الأوضاع الداخلية بـ"الحرس الثورى الإيرانى"، ليحتمي بها ضد أي محاولة للخروج عليه، وحتى تكون ولائها وتبعيتها له مباشرة . ولفت إلى أن إعلان السيسي ترشحه وهو يرتدي بدلته العسكرية يؤكد أنه مرشح القوات المسلحة، وأنه لن يتخلى عن عقليته العسكرية. وتابع: "الخطاب المسجل له، والمذاع على تلفزيون الدولة الرسمى، جاء ليوحي أنه هو مرشح الدولة الأقوى"، مؤكدا أنه "سيكون هناك محللا أو أكثر لخوض سباق الرئاسة".