"البيزا" تكشف عنصرية التعليم في اسرائيل

"البيزا" تكشف عنصرية التعليم في اسرائيل

04 ابريل 2014
طلاب إحدى قرى النقب يتعلمون في العراء (Getty)
+ الخط -

 

كشفت النتائج الرسمية للامتحانات الدولية "بيزا" لاختبار قدرات الطلاب ومستواهم التحصيلي تراجع تحصيل التلاميذ الإسرائيليين بدرجة كبيرة وصلت حد احتلال إسرائيل للمرتبة 34 من أصل 43 دولة ضمن دول منظمة الـOECD للعام 2012، بعدما سمحت وزارة التربية والتعليم بنشر نتائج الامتحان.

وتواجه إسرائيل في السنوات الأخيرة مشكلة خطيرة في تراجع تحصيل التلاميذ، في كل المجالات وفي مجال الرياضيات والعلوم. لكن أخطر ما جاءت به نتائج الامتحان الأخير، من وجهة النظر الإسرائيلية هو تدني قدرات التلاميذ في مجال المهارات التقنية والتكنولوجية وحل أسئلة على الحاسوب لكون هذه المهارات، مهارات حياتية لا يمكن اكتسابها عبر التعليم التقليدي في جهاز التربية والتعليم.

إلى ذلك، بينت النتائج وجود فوارق كبيرة بين مختلف شرائح المجتمع من جهة وبين الطلاب من فلسطينيي الداخل من جهة أخرى. إذ تعكس نتائج امتحان "البيزا" الدولي الصورة الشاملة لأوضاع وأزمات جهاز التعليم العربي الفلسطيني في الداخل. ولم تقتصر فقط على امتحان "البيزا"، بل شملت الامتحانات التقييم الداخلية في المدارس العربية في مراحل الاعدادية والثانوية منها.

وجاء معدل الطلاب اليهود 483 نقطة أي بفارق 17 نقطة عن معدل "oecd". اما معدل الطلبة العرب فهو 350 نقطة بفارق 150 نقطة عن المعدل نفسه. وتتجلى هذه الفروق أيضاً في نسبة الطلاب المتفوقين، فنسبة العرب منهم 1% مقابل 12% عند اليهود.

وقال رئيس الاتحاد القطري للمدارس العربية في الداخل الفلسطيني، فؤاد سلطاني، لـ"العربي الجديد": "إن اتساع الفوارق بين الطالب العربي واليهودي في نتائج الامتحان الدولي "البيزا" لم يفاجئنا، فالتحصيل العلمي للطالب اليهودي في ارتفاع، بينما يحافظ الطالب العربي على الدرجة نفسها إن لم يسجل تراجعاً، لأن ذلك نابع من أسباب مختلفة في مقدمتها السياسات الحكومية الرسمية".

ويضيف سلطاني أن استمرار سياسة التمييز والعنصرية من قبل حكومة إسرائيل ووزارة التربية والتعليم، هو السبب المباشر لهذه النتائج. إذ "تتجلى العنصرية في تعامل الوزارة مع المجتمع العربي ابتداء من شح الميزانيات والاستثمار الى طرق تعيين مديري المدارس والمعلمين، وانتهاء بموضوع مناهج التعليم والتأثير على مناهج التعليم باللغة العربية وبمضامينها مثل موضوع التاريخ والمدنيات، فضلاً عن الاخطاء اللغوية في الكتب التدريسية التي تترجم غالبيتها من اللغة العبرية".

وأشار تقرير الامتحان الدولي "البيزا" خلال العقد الأخير إلى أن هناك علاقة مباشرة بين الوضع الاجتماعي الاقتصادي للطالب وبين حصوله العلمي. ووفقاً للإحصائيات المركزية السنوية لإسرائيل فإن اكثر من 50% من الأطفال العرب فلسطينيي الداخل ودون سن الثامنة  عشرة يعيشون  تحت خط الفقر.

أما النائب الفلسطيني جمال زحالقة عن كتلة التجمع الوطني الديموقراطي فقال إن: "أكثر ما يُظهِر التمييز العنصري في السياسات العدائية للمواطنين العرب هو قضية الأرض والمسكن وقضية التعليم. نحن نعاني من سياسات تمييز وإجحاف وغبن، حيث يخصص للطالب اليهودي اكثر من ثلاثة أضعاف ما يخصص للطالب العربي. وهذا ينعكس في التحصيل العلمي" .

وأضاف: "إن هناك ايضاً تدخلاً من المخابرات الإسرائيلية في تعيين المديرين والمعلمين . وفوق هذا كله هناك سياسة التجهيل القومي. إذ يسعى جهاز التعليم الرسمي الى محو الهوية العربية الفلسطينية، والى جعل الطلاب ينسون تاريخهم".

 

دلالات

المساهمون