"البشمركة" تنتشر في كركوك وتقطع طرق الموصل نحو الإقليم

"البشمركة" تنتشر في كركوك وتقطع طرق الموصل نحو الإقليم

12 أكتوبر 2017
مخاوف من تحركات عسكرية بين بغداد وأربيل(سرماند حميد/الأناضول)
+ الخط -
عززت قوات "البشمركة" الكردية، اليوم الخميس، من انتشارها في محافظة كركوك، بعد اتهام مجلس أمن كردستان بغداد بعزمها مهاجمة "البشمركة"، التي قطعت طرق الموصل نحو الإقليم، وسط مخاوف من تحركات عسكرية.


وكان مجلس أمن كردستان قد تحدث، أمس، عن نية القوات العراقية مهاجمة المناطق التي تسيطر عليها قوات "البشمركة".

وقال مسؤول عسكري في كركوك، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات العراقية كانت قد نظمت وجودها، أمس، في الحويجة والرياض والبلدات التي تم تحريرها، أخيراً، من قبضة داعش لأجل مسك الأرض فيها وتأمينها"، معتبراً أنّ "الجانب الكردي اتخذ هذا الانتشار حجة لكي يعزز من وجود البشمركة في المحافظة".

ولفت المسؤول إلى أنّ "تعزيزات كبيرة من البشمركة وصلت، فجر اليوم، إلى كركوك، وانتشرت بشكل سريع بالمحافظة، وسط حالة من الترقب والحذر الشديد"، مبيناً أنّ "الانتشار أثر على حياة المواطنين، الذين يخشون من الصدام العسكري في المحافظة وما له من تداعيات سلبية خطيرة".


وأضاف أنّ "البشمركة أقدمت أيضاً على قطع الطريق الرابط بين أربيل - الموصل ودهوك – الموصل، وانتشرت بشكل كبير فيهما"، مبيناً أنّ "قطع الطريق جاء ضمن خطة لتأمين محافظات إقليم كردستان وعزلها عن الموصل، خشية من أي تحرك عسكري قد تقدم عليه القوات العراقية تجاه الإقليم".

وأكد أنّ "قيادات البشمركة عقدت اجتماعاً لتدارس الوضع الأمني، ووضع خطة لمواجهة أي طارئ قد يحدث في المحافظة"، مشيراً إلى أنّ "هذه التحركات تؤشر إلى حالة من الاضطراب وكأن هناك صداماً مسلحاً قريباً".

من جهته، أكد القيادي في حزب رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، أحمد حسن، أنّ "المعلومات المتوفرة لدينا تؤكد عزم القوات العراقية والحشد الشعبي مهاجمة المناطق الكردستانية خارج الإقليم (المناطق المتنازع عليها).

وقال حسن، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "بيان مجلس أمن كردستان لم يكن اعتباطياً، بل بني على معلومات دقيقة، بعد أنّ تم التأكد من أنّ القوات العراقية تجري استعداداتها للتحرك العسكري نحو تلك المناطق، ما يعني أنّ بغداد ستلجأ إلى الصدام العسكري".

وأضاف: "نحن لسنا دعاة حرب، لكنّنا لا نقبل بأي تحرك عسكري وأي محاولة للسيطرة على تلك المناطق بالقوة، خصوصاً أنّ البشمركة دفعت دماء غالية في سبيل تحريرها من يد داعش"، داعياً حكومة بغداد، إلى "ترك الخيار العسكري، وفتح باب الحوار لحل الأزمات، خصوصاً أنّ البارزاني فتح يده للحوار لكن من دون فرض شروط تعجيزية من قبل بغداد".

وكان المتحدث باسم مكتب العبادي، سعد الحديثي، قد نفى أي نية للتحرك العسكري من قبل بغداد، مؤكداً استعداد بغداد للحوار وفقاً للشروط التي حددتها سلفاً.

خلال ذلك، قال مسؤول في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قطعات الفرقة 16 بالجيش العراقي أسقطت طائرة مسيرة لقوات البشمركة كانت تحلق فوق وحدة قتالية تابعة للجيش بمنطقة النمرود شمال شرق الموصل"، مبيناً أن الطائرة كانت تصور حشود الجيش العراقي وجرى إسقاطها وفقاً لقواعد التعامل مع التهديدات الأمنية.


وتشهد أزمة بغداد ـــ أربيل، منذ مساء أمس، تصعيداً كبيراً بعد رفض أربيل إلغاء نتائج الاستفتاء، وإصدار بغداد مذكرات اعتقال بحق المسؤولين على استفتاء الانفصال.