"إيبولا" يواصل تحدي الجهود العالمية لمكافحته

"إيبولا" يواصل تحدي الجهود العالمية لمكافحته

20 أكتوبر 2014
لا يزال تفشي إيبولا مستمرا (GETTY)
+ الخط -
فرض لبنان تدابير جديدة لمنع وصول فيروس إيبولا إلى البلاد، حسب ما أعلن وزير الصحة اليوم الإثنين.

وقال وزير الصحة اللبنانية وائل أبو فاعور إن لبنان أكثر عرضة للفيروس من أي دولة عربية أخرى "لأن البلدان المصابة بالفيروس تضم أقلية لبنانية كبيرة" في أفريقيا. ويعيش آلاف اللبنانيين في دول أفريقية، ولا سيما غينيا وليبيريا وسيراليون التي تسبب فيها إيبولا في وفاة أكثر من 4500 شخص.

وسيتعين على الأشخاص الذين يتوجهون إلى لبنان قادمين من الدول المنكوبة بالفيروس ملء نماذج بيانات خاصة، وأي طائرة قادمة تقل شخصا يعاني من أعراض إيبولا سيخضع كافة ركابها لفحوص طبية داخل المطار، حسب ما ذكر أبو فاعور للصحافيين الإثنين.

وتم تزويد مستشفى حكومي في لبنان بوحدة عزل خاصة لمرضى إيبولا، كما سيحظى المركز الطبي للجامعة الأميركية بوحدة مماثلة قريبا، حسب ما قال الوزير. الذي أضاف أن السفارات اللبنانية في الدول المنكوبة لن تمنح أي تأشيرات دخول لأي شخص يشتبه بأنه يحمل الفيروس.

وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم الإثنين إن الاتحاد الأوروبي سيعين منسقا أوروبيا للمساعدة في مكافحة إيبولا في الأيام المقبلة.

كما شدد على أن مراقبة الركاب عند المغادرة ولدى الوصول إجراء أكثر فعالية من إلغاء الرحلات من المناطق المتضررة من إيبولا.

وقال للصحافيين "إذا علقنا الرحلات، فستظل هناك رحلات غير مباشرة. وبدلا من الذهاب إلى بروكسل أو إلى فرنسا، سيذهب الركاب إلى دبي أو مكان آخر وسيأتون من هناك. وحينئذ لن نتمكن من فرض أي رقابة".

وتعمل دول الاتحاد الأوروبي للوصول إلى حاجز المليار يورو (1.27 مليار دولار) من المساعدات بنهاية الأسبوع لمكافحة المرض في غرب أفريقيا، وتسعى إلى تبني نهج مشترك إزاء الأزمة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية اليوم الإثنين خلو نيجيريا من فيروس إيبولا، بعد أن ساهمت طبيبة قوية الإرادة وآلاف المسؤولين والمتطوعين في إنهاء تفش ما زال مستعرا في أجزاء أخرى من غرب أفريقيا، ويهدد الولايات المتحدة وإسبانيا.

وكان دبلوماسي مصاب بالمرض وصل إلى نيجيريا قادما من ليبيريا. ونبهت طبيبة تدعى أميو أداديفو السلطات لخطورة الأمر، وتحفظت على المريض في المستشفى الذي تعمل به رغم احتجاجات منه ومن حكومته. وتوفيت الطبيبة نفسها في وقت لاحق بعد أن أصيبت بالمرض.

وبدأت السلطات بعد ذلك جهودا لاحتواء الفيروس في مدينة مكتظة يقطنها 21 مليون نسمة، حيث كان من الممكن أن يتحول الأمر بسهولة إلى كارثة ما لم يتم متابعة وعزل نحو 300 شخص كانوا على اتصال مباشر أو غير مباشر معه.

وتسبب مرض إيبولا في وفاة 4546 مريضا في ليبيريا وغينيا وسيراليون، ونقل مسافرون من المنطقة العدوى إلى شخصين في تكساس وآخر في مدريد.

وكان الفيروس قد انتقل إلى نيجيريا من ليبيريا، حين سقط الدبلوماسي الليبيري باتريك سوير مغشيا عليه في مطار لاجوس الدولي في 20 يوليو/تموز.

ونظرا لضعف الاستعدادات في نيجيريا، وعدم اتباع إجراءات الفحص انتقلت العدوى من سوير إلى عدد من الأشخاص، بينهم عاملون بالمستشفى الذي نقل إليه والذي لم يكن مجهزا بأدوات الوقاية اللازمة.

وأصيب في نيجيريا 20 شخصا توفي ثمانية منهم.

ويجيء إعلان خلو نيجيريا من الإيبولا، بعد إعلان مماثل في السنغال التي انتقلت إليها حالة واحدة من غينيا.

وطالبت الراهبة الغينية باسينيسيا ميلجار -التي شفيت من إيبولا بعد أن أصيبت بالعدوى أثناء تواجدها في مهمة بليبيريا- اليوم الإثنين بتوحيد الجهود الدولية لمكافحة إيبولا.

وقالت الراهبة التي يبلغ عمرها 47 عاما في مؤتمر صحافي بالعاصمة الإسبانية مدريد "أسأل.. أطالب.. وأتوسل لكل الدول في القارات الخمس بأن تشارك في مكافحة الإيبولا. إنه عدو خطير لا يهاجم دولا أفريقية فقط. لذا هيا بنا نتحد معا ونكسب المعركة ضده".

وعملت ميلجار لحساب منظمة غير حكومية، في مستشفى سانت جوزيف مونروفيا في ليبيريا مع القس الإسباني ميجيل باخاريس، أول أوروبي يصاب بمرض الإيبولا الذي أزهق أرواح ما يزيد على أربعة آلاف شخص في غرب أفريقيا.

المساهمون