"إيبولا" يواصل انتشاره في أفريقيا رغم محاولات تحجيمه

"إيبولا" يواصل انتشاره في أفريقيا رغم محاولات تحجيمه

22 أكتوبر 2014
إيبولا مستمر في التفشي (GETTY)
+ الخط -

يواصل إيبولا انتشاره في سيراليون وليبيريا وغينيا، الدول الثلاث الأكثر تضررا بالوباء، على الرغم من مؤشرات مشجعة من خارج أفريقيا من اختبارات على لقاحات ضد المرض وشفاء أميركي وإسبانية.
وسجل الجزء الأكبر من الإصابات بالفيروس المسبب للحمى النزفية في هذه البلدان الثلاثة. وحتى اليوم توفي أكثر من 4500 شخص من أصل 9200 حالة مسجلة أصيبت بهذا المرض في العالم، حسب آخر حصيلة لمنظمة الصحة العالمية.
وإضافة إلى الوباء الذي يودي بحياة سبعين في المائة من الذين يصابون به، قتل شخصان في مدينة كويدو المنجمية في شرق سيراليون، خلال أعمال عنف ناجمة عن رفض مجموعة من الشبان فحص سيدة مسنة اشتبه بإصابتها بالفيروس، وتوفيت لاحقا بسبب ارتفاع الضغط، كما ذكرت مصادر طبية وأمنية.
وقال شهود إن الصدامات اندلعت عندما رفضت مجموعة من الشبان أن تؤخذ عينة من الدم من امرأة تبلغ التسعين من عمرها.
من جهة أخرى، أعلن الاتحاد الأفريقي الأربعاء أن رئيسة مفوضيته نكوسازانا دلاميني زوما ستقوم بجولة في غينيا وسيراليون وليبيريا لتقييم الوضع على الأرض. وستقوم رئيسة المفوضية بجولتها هذه التي لم يحدد موعدها بدقة وستلتقي خلالها رؤساء الدول، برفقة السكرتير التنفيذي للجنة الاقتصادية للأمم المتحدة لأفريقيا كارلوس لوبيس، ورئيس البنك الأفريقي للتنمية دونالد كابيروكا.
وكانت دلاميني زوما دعت أفريقيا إلى مزيد من المهنية في قطاع الصحة في غرب أفريقيا لمكافحة أسوأ وباء تشهده المنطقة منذ اكتشاف الفيروس في 1976.
وفي الوقت نفسه، شفي مصور صحافي يعمل لقناة "إن بي سي" أصيب بإيبولا في ليبيريا، وكذلك إسبانية كانت أول إصابة تسجل خارج أفريقيا.
ففي مدريد أكدت الفحوص النهائية شفاء تيريزا روميرو، الثلاثاء، بينما أعلن المركز الطبي في نبراسكا (وسط الولايات المتحدة) أن مصور شبكة "إن بي سي" التلفزيونية الأميركية الذي أصيب بفيروس إيبولا في ليبيريا حيث كان يغطي تفشي هذا الوباء، شفي من المرض وسيخرج من المستشفى الأربعاء.

وأضاف أنه "خضع لفحص دم أتت نتيجته سلبية، وقد أكدت هذه النتيجة المراكز الفدرالية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، مما أثبت أن أشوكا موكبو (33 عاما) أصبح خاليا من أي أثر للفيروس في دمه، وبالتالي هو حر في العودة إلى منزله" في رود آيلاند (شمال شرق).
وحتى الآن بلغ عدد المصابين بإيبولا في الولايات المتحدة ثمانية أشخاص، بينهم واحد توفي في 8 أكتوبر/تشرين الأول هو الليبيري توماس إريك دانكان، أما البقية فهم إما ما زالوا يتعالجون أو شفيوا من المرض.
ويثير فيروس إيبولا قلقا متزايدا لدى الأميركيين بعد وفاة الزائر الليبيري دانكان وإصابة ممرضتين في الولايات المتحدة، لكن معظمهم يثقون في السلطات الفدرالية والنظام الصحي، وفق استطلاع نشر الثلاثاء وشمل نحو ألفي شخص.
وعبر 58 في المائة من المستطلعين عن "قليل من القلق، أو عدم القلق إطلاقا" من مخاطر انتشار فيروس إيبولا، مقابل 67 في المئة في بداية أكتوبر/تشرين الأول.
وأفاد مركز أبحاث بيو أن 54 في المئة من الأشخاص قالوا إنهم يثقون بقدرة الحكومة على منع انتشار الفيروس على مستوى وبائي، في حين كانت نسبتهم 57 في المئة في مطلع الشهر.
ويؤيد القسم الأعظم من الناس "77 في المئة" جهود البلاد في محاربة الوباء في غرب أفريقيا من خلال إرسال عسكريين لبناء مستشفيات ميدانية وإيصال أغذية ولوازم طبية.
وقال قرابة نصف الأميركيين "49 في المئة" إنهم يتابعون أخبار إيبولا، وهي نسبة تفوق بكثير أولئك الذين يتابعون ضربات التحالف الدولي في الحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسورية، وتبلغ نسبتهم 29 في المئة، وأولئك الذين يتابعون الانتخابات التشريعية لنصف الولاية في أكتوبر/تشرين الثاني ونسبتهم 16 في المئة.

وعلى الرغم من ذلك فرضت رواندا على المسافرين القادمين من إسبانيا والولايات المتحدة تقديم استمارة طبية يومية للسلطات في البلاد لمدة 21 يوما بعد وصولهم لتجنب انتشار المرض.
وقالت وزيرة الصحة الرواندية أجنيس بيناجواهو "كل يوم في ساعات العمل عليهم الاتصال بنا أو إرسال رسالة عبر الإنترنت لإبلاغنا بوضعهم الصحي"، موضحة أن الأمر يتعلق بتأشير استمارة وإرسالها.
من جهة أخرى، قالت منظمة الصحة العالمية الثلاثاء إنها ستحقق في الشكاوى التي اعتبرت أن استجابتها كانت بطيئة في مواجهة حجم انتشار وباء إيبولا، إلا أنها أكدت أن التركيز الآن ينصب على مكافحة الوباء.
وصرحت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية فضيلة شايب للصحافيين في جنيف "ندرك أن علينا توضيح العديد من الأمور مستقبلا"، وأضافت "نحن نؤمن بأهمية الشفافية والمساءلة. وستركز المنظمة على ذلك في المستقبل، ولكن التركيز الآن هو على مواجهة" المرض.
وأثيرت التساؤلات حول سبب تأخر المنظمة حتى أغسطس/آب للإعلان عن أن المرض يشكل حالة طوارئ، أي بعد ثمانية أشهر من بدء انتشاره في غينيا. وفي الإطار نفسه، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن تطويق انتشار المرض يحتاج أربعة أشهر حتى لو اتخذت كل الإجراءات اللازمة.
وتحدثت عن سلسلة إجراءات يمكن أن تسمح بتراجع الوباء من "فرض عزل صحي سليم، والاهتمام بشكل صحيح بالمصابين، وتنظيم جنازات ملائمة للموتى". وأخيراً أعلنت المجموعة الصيدلانية الأميركية جونسون أند جونسون أنها خصصت مائتي مليون دولار لتسريع إنتاج لقاح ضد الحمى النزفية. وقالت المجموعة في بيان إنها تنوي إنتاج أكثر من مليون جرعة من اللقاح في 2015، بينها 250 ألفا اختبارية لمايو/أيار المقبل.

المساهمون