"أصدقاء سورية": تنديد بانتخابات الأسد ولندن ترفع تمثيل المعارضة

"أصدقاء سورية": تنديد بانتخابات الأسد ولندن ترفع تمثيل المعارضة

15 مايو 2014
تم التوافق على زيادة الدعم للمعارضة المعتدلة (أسوشيتد برس)
+ الخط -

لم يخرج اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية"، الذي يضم دولاً عربية وغربية، واستضافته لندن، اليوم الخميس، بأي خطوة استثنائية في ما يتعلق بدعم المعارضة السورية في وجه النظام، اذ اكتفى بتأكيد التوافق على زيادة الدعم للمعارضة السورية المعتدلة، وهي اللازمة التي باتت تتكرر في كل اجتماع، فضلاً عن تنديده بالانتخابات الرئاسية السورية المقررة الشهر المقبل، فيما أعلن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، بعد الاجتماع أنه اطلع على "معطيات أولية" تشير إلى أن الكلور استخدم في النزاع السوري. أما لندن، فقررت رفع تمثيل مكتب المعارضة السورية في لندن، إلى بعثة دبلوماسية.

دعم المعارضة وإدانة الانتخابات

وعقب انتهاء اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية"، قال وزير الخارجية البريطاني، وليام هيج، للصحافيين في لندن "اتفقنا بالإجماع على اتخاذ مزيد من الخطوات من خلال استراتيجية منسقة لزيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة، للائتلاف الوطني والمجلس العسكري الأعلى التابع له والجماعات المسلحة المعتدلة المرتبطة به".

كما دان البيان الختامي للمجموعة "البرنامج الأحادي الجانب لنظام (الرئيس السوري، بشار) الأسد، لتنظيم انتخابات رئاسية غير شرعية في الثالث من يونيو/حزيران". واعتبر أن هذا البرنامج "يسخر من ضحايا هذا النزاع الأبرياء، ويتناقض تماماً مع بيان مؤتمر جنيف ويشكل محاكاة ساخرة من الديموقراطية".

وتابع بيان الدول الـ11 "ندعو المجتمع الدولي كافة إلى رفض تلك الانتخابات غير الشرعية، مثل ما فعل كل من الجامعة العربية والأمم المتحدة والولايات المتحدة وتركيا والاتحاد الأوروبي".

وفي السياق، انتقد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الانتخابات الرئاسية السورية المقررة في يونيو، واصفاً إياها بأنها "إهانة" و"مهزلة" و"تزوير". وعقب الاجتماع، قال كيري، بحضور رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد الجربا، "لقد اتفقنا معاً على القول إن انتخابات الأسد الزائفة هي مهزلة وإهانة وتزوير". وفيما أكد أنه منفتح على فكرة تقديم مساعدة لسورية عبر أي وسائل، أشار إلى أنه لم يتم اتخاذ قرار بعد بتغيير استراتيجية المساعدة الأميركية.

أدلة على استخدام النظام الكلور

وفي ما يتعلق باستخدام الكلور، قال كيري "رأيت المعلومات الأولية التي تشير إلى أنه قد يكون هناك، كما أشارت فرنسا، عدد من الأمثلة التي استخدم فيها الكلور في الحرب". وأضاف أن البيانات لم تتأكد بعد، مشدداً على أن ذلك يخالف معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية.

وكان وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، قال قبل أيام، إن النظام السوري استخدم 14 مرة الاسلحة الكيميائية وخصوصا الكلور منذ أكتوبر/تشرين الأول. كما أكدت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، الثلاثاء، أن هناك أدلة متينة تفيد بأن النظام نفذ هجمات بالكلور في ثلاث مدن في منتصف أبريل/نيسان.

لندن ترفع تمثيل مكتب المعارضة

في موازاة ذلك، قررت بريطانيا، رفع مستوى تمثيل مكتب المعارضة السورية في لندن، إلى بعثة دبلوماسية. وبرر هيغ القرار بأنه "اعترافاً بقوة شراكتنا". وتأتي هذه الخطوة تجاه الائتلاف السوري المعارض بعد 10 أيام من خطوة أميركية مماثلة. وكان آخر دبلوماسي بارز للحكومة السورية في لندن وهو القائم بالأعمال، استقال في تموز/يوليو 2012 احتجاجاً على حملة القمع التي يشنها النظام السوري ضد المعارضة، فيما سحبت دمشق سفيرها في بريطانيا قبل ذلك.

وعقب لقاء مجموعة "أصدقاء سورية"، قال هيغ إن بريطانيا ستقدم 30 مليون جنيه استرليني إضافية (50 مليون دولار، 37 مليون يورو) "كدعم عملي لمساعدة المعارضة".

كما أشار هيغ إلى أن نهاية سياسية للحرب في سورية لا تزال بعيدة المنال، ويجب على المعارضين الدوليين للرئيس بشار الأسد التوحد لاستمرار بقاء المعارضة المعتدلة.

ورغم المكاسب العسكرية التي حققتها قوات النظام أخيراً، قال هيغ: "لن يحقق أي من الجانبين انتصاراً عسكرياً". وأشار إلى أن الهدف هو تعزيز الجهود لضمان استمرار وجود المعارضة.

مطالب المعارضة

وقبيل انطلاق اجتماع مجموعة "أصدقاء سورية"، قال الائتلاف السوري المعارض، إنه يعول على الاجتماع لاتخاذ موقف موحد بمنع إجراء الانتخابات الرئاسية السورية على أراضي الدول الأعضاء، وزيادة الدعم المالي والعسكري للمعارضة المسلحة.

وأعلنت كل من فرنسا وألمانيا، الأسبوع الجاري، منع التصويت على الانتخابات الرئاسية السورية على أراضيهما، المقرر أن تجرى في 28 مايو/أيار الجاري للسوريين المقيمين خارج البلاد، و3 يونيو/حزيران المقبل للمقيمين في الداخل.

كما اعتبر جاموس، أنه المطلوب من الاجتماع، اتخاذ موقف حقيقي بدعم المعارضة السورية مالياً وعسكرياً، لاسيما بعد فشل مفاوضات "جنيف2" واستقالة وسيط تلك المفاوضات الأخضر الإبراهيمي قبل يومين.

وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، الثلاثاء الماضي، استقالة الإبراهيمي، بعد فشل مساعيه في إيجاد حل سياسي بين النظام والمعارضة عبر مفاوضات "جنيف2" التي عقدت جولتين منها في يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين.

يذكر أن مجموعة أصدقاء سورية عقدت أول اجتماع لها في 24 فبراير/ شباط 2012، في تونس بمشاركة 114 دولة، وانبثق عنها مجموعة "أصدقاء سورية المصغر" من 11 دولة بينهم تركيا، والتي عقدت عدة اجتماعات حتى اليوم.