يبذل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي كل جهوده للبقاء في الحكم، على الرغم من أن سلطاته تآكلت كثيراً، إذ إن قلة من أولاده والمنتفعين يتحكمون بالقرارات السياسية، فيما السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، هو المتحكّم الفعلي بالقرارات السيادية.
أدّت التحولات العسكرية والسياسية على الأرض اليمنية، وعلى رأسها الخلاف بين الحكومة اليمنية و"المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي، المدعوم من الإمارات، إلى إعادة فتح موضوع تعديل خارطة الأقاليم، التي كان قد اتفق في 2014 على أن تتألف من ستة.
يسلّط اتفاق الرياض بين الحكومة اليمنية و"المجلس الانتقالي الجنوبي"، والذي برزت أمس بوادر لانطلاق تنفيذه، الضوء على مراحل الأزمة التي تحتل الحالة الانفصالية عنوانها الأبرز، والتي لعبت فيها الإمارات دوراً مؤججاً.
تتباين المعلومات والتسريبات حول حوار جدة لحل الأزمة بين الإمارات ووكلائها الذين سيطروا على عدن من جهة، والحكومة الشرعية من جهة أخرى، وسط معلومات عن مسودة اتفاق يقضي بالسماح للرياض بدور ريادي في عدن على حساب أبوظبي.
في تطور لافت أمس، أعلنت واشنطن أنها تجري محادثات مع الحوثيين لإيجاد حل "مقبول" للنزاع اليمني، فيما كان موقف الحوثيين متضارباً بين نفي الحوار والترحيب به، وذلك في موازاة مساعٍ سعودية لدفع حوار في جدة بين الحكومة اليمنية والانفصاليين.
تعني زيارة نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان إلى واشنطن أن هناك تلاقياً في المصالح بين السعودية وأميركا، ففي حين أن الرياض مهتمة بإنهاء انقلاب عدن، فإن واشنطن مهتمة بإنهاء الحرب في اليمن، والتوسط بإنهاء خلاف أبوظبي والرياض.
ينوء اليمن تحت ثقلٍ جديد أفرزته سيطرة الانفصاليين بعدن، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات عدة، في مقدمتها استكمال الانقلاب، لا سيما بعد بروز مقترحات هدفها تهميش الرئيس اليمني واستبدال نائبه.
انقسمت الآراء بشأن اجتماع الأطراف اليمنية الجنوبية في عمان. ففي حين تمسك البعض بأن الاجتماع نجح، إذ إنه جمع مجموعة من الأطراف والقيادات الجنوبية، تحدث البعض عن فشله، معتبرين أن التدخلات الخارجية تظهر فشل كل محاولات الجنوبيين في عقد حوارات.
يعود الحديث عن دور الإمارات في اليمن مع بدئها سحباً جزئياً لقواتها، بعد نحو أربع سنوات ونصف من الحرب التي عملت خلالها أبوظبي على تحقيق أهداف خاصة، من محاولة السيطرة على الجزر والموانئ، إلى إنشاء مليشيات تنفذ أجندتها التقسيمية، وغيرها.
تحول منصب رئيس الوزراء في اليمن، في عهد معين عبد الملك، من عملي فعلي إلى فخري صوري، بعدما اختار أن ينأى بنفسه عن الملفات السياسية الرئيسية التي أطاحت برئيسي وزراء سابقين، تحديداً في ما يرتبط بالعلاقة مع الإمارات.