تتعالى الأصوات في العراق التي تُطالب الحكومة بفرض سلطة الدولة على المناطق التي تستولي عليها مليشيات الحشد الشعبي، على غرار ما قامت به في المناطق المتنازع عليها أخيراً.
يرى الأمين العام لوزارة البشمركة في العراق، جبار الياور، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "بغداد تعمل على العودة إلى حدود عام 2003"، أي الحدود التي كانت مرسومة سابقاً لإقليم كردستان، وفقاً لمفهوم الرئيس الراحل صدام حسين.
العملية التي تنفذها القوات العراقية لاستعادة السيطرة على كامل المناطق المتنازع عليها مع كردستان، لا سيما كركوك، كرست استسلام مسعود البارزاني الذي حمّل مسؤولية ما جرى، لخصومه السياسيين بالإقليم، وهو ما ينذر بصراع جديد داخل البيت الكردي.
أدت اعتداءات تنظيم "داعش"، الذي استهدف مناطق عراقية متفرقة طوال الأسبوع الماضي، إلى مقتل وإصابة ما لا يقل عن 300 معظمهم من المدنيين، وسط انتقادات لأداء الأجهزة الأمنية ومطالبات بمراجعة أدائها ومحاسبة المقصرين.
تتصاعد الأزمة السياسية في العراق نتيجة تمسك رئيس إقليم كردستان، مسعود البرزاني، بإجراء استفتاء انفصال الإقليم في 25 سبتمبر مقابل رفض بغداد للخطوة، فيما دخلت طهران عبر قاسم سليماني على خط الأزمة ومحاولة إقناع الأكراد بتأجيله بعد فشل وساطات عدة
يدرس القادة العسكريون في العراق إمكانية إطلاق عمليتين عسكريتين في بلدة الحويجة التابعة لكركوك، وفي مناطق غربي الأنبار في آن واحد، لتحريرها من تنظيم "داعش" الإرهابي، بينما يرجح مراقبون تأخر عملية تحرير الحويجة بسبب الخلاف السياسي بشأنها.
تقترب ساعة إطلاق معركة تحرير الحويجة العراقية من سيطرة "داعش"، التي يتوقع مراقبون ألا تكون سهلة، وهي عملية ستشكّل نقطة فاصلة سياسياً وعسكرياً، ولن تكون بعيدة عن مسعى بغداد للتصدي لاستفتاء انفصال كردستان عبر استعادة كركوك كاملة.
كأن إقليم كردستان العراق الذي عرف الرخاء الاقتصادي والاستقرار الأمني والتعاون الدولي والإقليمي منذ ما يقارب الـ27 عاماً بدأ يدفع نفسه خارج هذه النعمة، من خلال استعجاله حلم الدولة، على الرغم من أنه متمتع بكل مزايا الدولة.