لا تعوّل الصحف الإيرانيّة على تغيير أساسي في العلاقة مع السعوديّة، على الرغم من بادرة "حسن النيّة" التي شكّلتها زيارة ظريف للتعزية، في وقت يبدو فيه أن أي تغيير جذري رهن بتبدّل المواقف تجاه ملفات إقليمية شائكة، يتنافس الطرفان إزاءها.
ربما تكون تحديات خلق وظائف للشباب السعودي، إضافة إلى تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط الذي تواصل أسعاره الانهيار، أكبر التحديات الاقتصادية للعهد الجديد، عهد الملك سلمان في السعودية، الذي بدأ رسمياً أول من أمس الجمعة.
كشفت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" عن وجود قنوات تواصل سعودية فتحت مع جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، وذلك عبر وساطة عمانية للوصول إلى تسوية لانقلاب الحوثيين واحتواء الأزمة الرئاسية، على أن يبرم الاتفاق المرتقب تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.
تمهّد التعيينات الجديدة في السعودية، وتحديداً اختيار الأمير محمد بن نايف ولياً لولي العهد، الطريق أمام تولي أول أحفاد الملك المؤسس سدة الحكم مستقبلاً، وسط توقعات بأن يكون الصراع على السلطة العنوان الأبرز الذي سيحكم العلاقة بين الأحفاد.
تحدّيات وملفّات بالجملة يواجهها العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، واكب معظمها عن كثب، أبرزها داخلياً أسعار النفط والإصلاحات، وخليجياً استكمال ملفّ المصالحة، فيما يُتوقّع أن تتصدّر الحرب على الإرهاب والأزمة اليمنية أولوياته إقليمياً.
شيّعت السعوديّة، أمس الجمعة، ملكها عبدالله بن عبد العزيز، بمشاركة عدد كبير من الأمراء والملوك ورؤساء الدول، بعدما بايعت ولي العهد سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حاكماً للبلاد، والأمير مقرن ولياً للعهد، والأمير محمد بن نايف ولياً لوليّ العهد.
مفارقتان تاريخيتان تختصران الدبلوماسية السعودية البطيئة التي طبعت عِشرية حكم الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز، في مقابل التقدم الإيراني في مواقع كانت تاريخياً محسوبة على الرياض: مفارقة تتعلق بطهران، والأخرى تتصل بصنعاء.