رفضت السلطات التونسية الرسمية، ممثلة في رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان والخارجية، استقبال الهادي الحويج وزير خارجية الحكومة المؤقتة في ليبيا، المعروفة بحكومة طبرق، والموالية للجنرال المتقاعد خليفة حفتر.
بدت استقالات السياسيين التونسيين أخيراً، في أعقاب نتائج الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وكأنها أقرب إلى دفع ثمن الحسابات السياسية الخاطئة لهم وارتفاع سقف رهاناتهم، خصوصاً أن بعضهم اختبر الكثير من التحدّيات.
فيما لا يزال رئيس الحكومة التونسي المكلف الحبيب الجملي يواصل مشاوراته بشأن تشكيل حكومة جديدة، فإنّ أكثر من تحدّ يقف في وجهه، لا سيما في ظلّ المعادلة الحزبية المعقدة في البرلمان، وفي ظلّ الوضع الاقتصادي الحساس.
نجحت أحزاب منهزمة في الانتخابات التشريعية الماضية في تونس بتخطي حالة الصدمة والذهول التي أصابت قياداتها جراء النتائج غير المتوقعة. وتمثلت أولى خطوات النهوض والعودة إلى واجهة العمل السياسي عبر تكوين كتلة برلمانية تحت تسمية "الإصلاح الوطني".
التيار الديمقراطي اشترط تمكينه من وزارات الداخلية والعدل والإصلاح الإداري، وهو شرط لا يمكن أن تقبله "النهضة". لذا مسؤولية التفاوض، ثقيلة، والوصول إلى شاطئ السلامة بتشكيل الحكومة الجديدة يبدو صعبا، ما يؤكّد، ضرورة التزام الجميع بمبدأ التعايش سبيلا
شكل صعود "حركة الشعب" التونسية واحتلالها المرتبة الخامسة في الانتخابات التشريعية، بنحو 15 مقعداً من أصل 217، بحسب نتائج مؤسسات سبر الآراء، مفاجأة، لكنها تؤكد أنّ حصول "تجاوزات" حرمها من التقدم أكثر.
سجلت الانتخابات التشريعية في تونس نهاية صادمة لأكثر من 10 أحزاب برلمانية، كان لأصوات نوابها صدى قوي تحت قبة البرلمان السابق، لتجد نفسها خارج قصر باردو، فيما عرفت 4 أحزاب أخرى انتكاسة غير مسبوقة.
أخفق حزب "آفاق تونس" في الحصول على ثقة الناخبين وتنمية رصيده الانتخابي، لينتهي به المطاف ممثلاً بنائب وحيد في البرلمان المقبل، في ضوء نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت يوم الأحد الماضي.
سيكون التونسيون، اليوم الأحد، أمام اختبار انتخابي جديد، إذ سيتعين عليهم اختيار أعضاء البرلمان، وسط ترقب لمعرفة ما تحمله خيارات الناخبين وما إذا كان التصويت العقابي للأحزاب سيتكرر على غرار ما جرى في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية.
يرجح مراقبون أن ينسحب العقاب الذي طاول الأحزاب التقليدية خلال الانتخابات الرئاسية في تونس على نتائج استحقاقها التشريعي، ما قد يتمخض عنه برلمانٌ مشتّتٌ، مع ما له من تأثير على المشهد السياسي العام.