لم تحدّ قسوة فصل الشتاء من أنشطة عصابات الهجرة السرية في ليبيا، بل تزايدت منذ أول شهر في العام الجاري على طول سواحل البلاد التي تتوزع فيها نقاط تهريب المهاجرين على متن قوارب متهالكة تعرض أرواح المهاجرين للخطر
لا يبدو أن ظاهرة الهجرة السرية في طريقها إلى الحل في ليبيا، على الرغم من المعاناة الكبيرة. وفي 31 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلنت القوات البحرية الليبية عن اعتراض قارب صيد قبالة سواحل بنغازي (شرقي البلاد)، على متنه 650 مهاجراً.
عاد الهدوء إلى مدينة صبراتة، غرب العاصمة الليبية طرابلس، اليوم الجمعة، بعد ساعات من الاشتباكات بين فصيلين مسلحين في المدينة، استخدمت فيها أسلحة متوسطة وخفيفة، خلفت قتيلين مدنيين.
يُواجه المهاجرون السريّون خطر الإصابة بالأمراض المعدية، في وقت تكافح السلطات الليبية لتقديم الرعاية الصحية اللازمة من دون أية مساعدات من المنظمات الدولية
وسّعت السلطات الأمنية الليبية عملياتها لملاحقة شبكات تهريب المهاجرين السريين في البلاد، وتمكنت من توقيف أفراد عدة شبكات خلال الأيام الماضية في مناطق وسط وجنوب البلاد.
لا تعرف بعد، على وجه التحديد، أسباب وفاة مجموعة من المهاجرين الذين عُثر على جثامين بعضهم متفحّمة في ليبيا، لكن الواقعة تلقي بظلال كثيرة على مأساة المهاجرين في البلاد
ليس مستغرباً أن تزداد هجرة الليبيين من خلال قوارب الموت التي تنطلق من شواطئ البلاد الغربية، في ظل تفاقم سوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية، وغياب أي اهتمام حكومي
ما زال عشرات من المهاجرين السرّيين يلقون حتفهم قبالة سواحل ليبيا، وعبر الطرقات المؤدية إليها، من دون أن تلقى قضيتهم اهتماماً دولياً كبيراً، وإمكانات الإنقاذ ضئيلة
دعت الأمم المتحدة، الثلاثاء، المغرب وإسبانيا إلى فتح "تحقيق فعال" في مصرع 23 مهاجراً سرياً أثناء محاولتهم اقتحام السياج الحدودي الفاصل بين محافظة الناظور المغربية ومدينة مليلية، كـ"خطوة أولى نحو تحديد ملابسات الوفيات والإصابات وأي مسؤوليات محتملة".