تواصل المعارضة السورية محاولاتها لإيجاد حل لمن سيسيطر على منطقة شرق الفرات، وسط تزاحم أجندات الدول والأطراف الفاعلة على الأرض، خصوصاً بعد إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، سحب القوات الأميركية من سورية.
إذا كان ولا بد من منطقة آمنة في زمن الحرب، وقبل الوصول إلى تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية في المناطق الكردية، يجب أن لا تفتح هذه المنطقة باباً لنزاعات وعداوة مع الشعب الكردي على أرضه بما يهدد وجوده ومستقبله.
وجّه رئيس الحكومة العراقية، عادل عبد المهدي، مساء اليوم، بسحب قوات مكافحة الإرهاب من محافظة كركوك (المتنازع عليها بين بغداد وأربيل)، واستبدالها بقوات خاصة، بينما أكد مسؤولون أنّ هذا الإجراء جاء وفقًا لتفاهمات للتهدئة في المحافظة.
عادت الأوضاع في محافظة كركوك المتنازع عليها إلى التصعيد من جديد، وسط اتهامات كردية لإدارة المحافظة بإحداث تغيير ديموغرافي في المحافظة، بينما يجري الحديث عن وساطة أميركية قريبة لتهدئة أزمات المحافظة.
بدأت تتكشف فصول جديدة من الحوار القائم بين "الإدارة الذاتية" والنظام السوري، برعاية روسية، حول منطقة شرقي نهر الفرات، وسط غضب شعبي بين سكان المنطقة العرب، ورفض في الأوساط الكردية للاعتراف بالنظام.
عاد التوتر إلى كركوك العراقية بعد رفع أعلام لإقليم كردستان في المدينة، بما فُسر كعودة لمطامع كردية بضمها إلى الإقليم، وهو ما دفع إلى استنفار أمني عراقي في ظل تخوّف من احتكاكات بين المكونات القومية للمحافظة.
تصدّرت مدينة منبج أمس واجهة الأحداث في سورية، مع إعلان النظام السوري دخول قواته إليها، الأمر الذي قوبل بنفي تركي ومن المعارضة السورية، ليبقى حسم مصير المدينة رهن التفاهمات الروسية التركية التي يُتوقع أن تتبلور بدءاً من اليوم.
تحوّلت مدينة منبج السورية إلى مركز لتصارع قوى محلية وإقليمية، مع زيادة تركيا استعداداتها، عبر حشد قوات عسكرية ضخمة لطرد القوات الكردية منها، وسط أنباء عن مفاوضات بين "قسد" والنظام السوري لتسليمه المنطقة.
يتجه النواب العراقيون، اليوم الثلاثاء، في محاولة هي السادسة للبرلمان العراقي، من أجل تمرير أسماء 8 وزراء في حكومة عادل عبد المهدي، أو يتمّ تأجيل ذلك ليوم الخميس المقبل. وتبدو المؤشرات سلبية حتى الآن.
في الوقت الذي تتصاعد فيه حدّة الخلافات بين القوى السياسية الكردية بشأن تشكيل حكومة إقليم كردستان الجديدة، تعبّر أطراف كردية معارضة عن قلقها من التقارب المفاجئ بين رئيس إقليم كردستان السابق، مسعود البارزاني، والقوى السياسية في بغداد.