دخلت مناطق لبنانية عدة، ليل اليوم الثلاثاء، أجواء حرب إقفال طرقات، على خلفيات تختلط فيها السياسة والمذهبية. تمّت محاصرة بلدة عرسال منذ سقوط يبرود السورية، فردّ مناوئو النظام السوري وحزب الله بإقفال عدد كبير من الطرقات اللبنانية، وسقط أول قتيل.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
العربي الجديد
18 مارس 2014
حمزة المصطفى
كاتب وباحث سوري في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، وسكرتير تحرير مجلة سياسات عربية. ماجستير في العلوم السياسية والعلاقات الدولية من معهد الدوحة للدراسات العليا. صدر له كتاب "المجال العامّ الافتراضي في الثورة السورية: الخصائص، الاتجاهات، آليات صناعة الرأي العامّ".
تقرير مفصل يستعرض أوضاع الثورة السورية في العام 2013، بمناسبة اكتمال عامها الثالث ودخولها عامها الرابع، يرى أن تفريطا في الانجازات حدث، وأن خلافات شهدها ائتلاف قوى الثورة والمعارضة السورية، كما عرف 2013 بروز تنظيم داعش والقوى الجهادية.
اختلف الكثير في العلاقة بين لبنان وسوريا بعد ثلاث سنوات على انطلاق الثورة في الشام. لم تعد لدمشق اليد طولى في السياسة اللبنانيّة، لكن في الوقت نفسه، عاش هذا الجار الصغير لسوريا، تداعيات هذه الثورة وكأنه محافظة سورية.
مرّ العام الثالث للثورة السورية أسود، لتكون سنة 2013 الأسوأ من دون شكّ، على جميع الصعد، منذ مارس/آذار 2011. لا مجال للتوقعات بخصوص العام الرابع، فهل يمكن أن يكون هناك أسوأ مما عاشته سوريا حتى اليوم؟
نار على نار. هكذا يمكن اختصار أثر الثورة السورية على العراق الملتهب والمدمَّر أصلاً على جميع الصعد. طائفياً وإثنياً ووطنياً وأمنياً، كشفت الثوة السورية مجدداً، عمق الانقسام العمودي بين أبناء بلاد الرافدين.
للظهور الاستعراضي الأخير الذي قدمه الرئيس بشار الأسد، رسائل موجهة إلى الداخل السوري أولاً، عنوانها تسويق إعادة البناء وإرجاع المهجرين والنازحين إلى منازلهم ومدارسهم، كشعار مركزي لترشحه لولاية رئاسية ثالثة.
"الائتلاف" السوري المعارض، يدعم مقاتلي يبرود، وسكانها، بالمحروقات والمواد الغذائية، فضلاً عن الخبز، ليطرح بذلك نموذجاً للتفاعل مع الكتائب المقاتلة والحاضنة الاجتماعية للثوّرة.
بشار الأسد يحكم سوريا حتى 2029، في حين تُحرم "معارضة المنفى والمهجر" من التقدّم للترشح. هذا ما يخطط له النظام السوري بعد تقديم القانون الانتخابي الرئاسي الجديد الذي يعطي الأسد فرصىة لتجديد ولايته مرتين. وهو ما ترفضه المعارضة
القرية الصغيرة، الواقعة غربي حمص، سقطت في يد نظام بشار الأسد اليوم. الخسارة لا تحسب بالميزان العسكري فحسب، بل في ميزان "الوطن السوري". حتى الساعة، ليس ثمة أخبار من القرية؛ والمخاوف من مجزرة كبيرة قائمة.
تتواصل الاشتباكات العنيفة في يبرود. النظام السوري قصف المدينة بالبراميل المتفجرة، فيما كانت المواجهات مستمرة في أكثر من مكان من سوريا. في هذه الأثناء، أعلن الائتلاف السوري رسمياً عن تعيين عبد الاله البشير رئيساً لأركان الجيش الحر.