تشهد فرنسا حالة من الترقب في انتظار عرض رئيس الوزراء إدوارد فيليب، خطة الحكومة لإخراج البلاد من الحجر الصحي، المفروض في كل الأراضي الفرنسية، منذ 17 مارس/ آذار الماضي، لمواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد.
بدأ أسلوب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في التعاطي مع أزمة فيروس كورونا الجديد، وخطابه في هذا الشأن، يثيران غضب أعداد كبيرة من الفرنسيين، لا سيما العاملين في القطاع الطبي.
بعد فترة أولى اتسمت بوضع الخلافات السياسية جانباً، وبإظهار التعاضد مع الأغلبية الحاكمة في فرنسا لمواجهة فيروس كورونا، بدأت الأصوات الناقدة لسياسة الحكومة في إدارة الأزمة الصحية تتعالى بين أحزاب المعارضة.
دخلت فرنسا، عند الساعة 12 من ظهر اليوم بتوقيت باريس، حالة العزل التام الذي أعلنته الحكومة مساء أمس، وذلك لمدة 15 يوماً على الأقل، في مسعى للحدّ من تعاظم وباء فيروس كورونا، بعدما بلغ عدد الفرنسيين المصابين بالفيروس 6633 شخصاً.
تعيش فرنسا أسبوع نقاش حاد مع وصول مشروع قانون إصلاح نظام التقاعد المثير للجدل إلى الجمعية الوطنية، اليوم الإثنين، حيث سيتم فحص النص من قبل لجنة خاصة قبل البدء بطرحه على النواب.
في عز حراك "السترات الصفراء"، واندلاع "قضية بنعلا"، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "ليأتوا للبحث عني"، فحاول المتظاهرون التوجه للإيليزيه لكنهم جوبهوا بالقوى الأمنية، كما حاولوا "زيارة" مقر إقامته بالريف الفرنسي، لكن هذه المرة رُفعت الأصوات ضده
فتحت النقابات العمالية صناديق على شبكة الإنترنت للتبرع لدعم المضربين، وهو ما تفاعل معه الفرنسيون، وقد نجحت إحدى فروع نقابة "سي جي تي"، حتى الآن، في جمع أكثر من 1.250 مليون يورو.
ليس سرّاً أنّ الإعلام الفرنسي في قطاعه الواسع لم يكن متحمساً لاحتجاجات يوم أمس، الخميس، في فرنسا، إن لم يكن يخشاها ويعاديها، وأحياناً يحذّر منها، بل إن القنوات الإعلامية أصرّت على منح صدى أكبر للخطابات الحكومية.
انطلقت تظاهرة باريس الاحتجاجية ضدّ تعديل قانون التقاعد متأخّرة ثلاث ساعات عن موعدها المقرّر اليوم الخميس في الساعة الثانية من بعد الظهر، وقد شاركت فيها أعداد كبيرة باعتراف الشرطة الفرنسية.
في ظل تشتت اليسار، لن يفاجأ الفرنسيون من دعوتهم، سنة 2022، للفصل في مبارزة سياسية ثانية بين زعيمة "التجمع الوطني" مارين لوبان، والرئيس الحالي إيمانويل ماكرون.