صحافي وكاتب مغربي، مدير ورئيس تحرير موقع "لكم. كوم"، أسس وأدار تحرير عدة صحف مغربية، وحاصل على جائزة (قادة من أجل الديمقراطية) لعام 2014، والتي تمنحها منظمة (مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط POMED).
المفارقة أن "الربيع العربي" الذي انطلق من جنوب ضفة البحر الأبيض المتوسط، نراه، اليوم، يُزهر في شمال ضفته. فحركة "بوديموس" خرجت من رحم الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها إسبانيا عام 2011، مستلهمة صخب الشارع الإسباني.
لخصت صرخة الشعب المصري في ميدان التحرير طموحات الشعوب العربية إلى نظام عربي وعالمي جديد، ووضع الشعب المصري أمام قوة عاتية، لم يكن الثوريون مستعدين له، لأن الشعار بقي من دون رؤية أو خطة استراتيجية، ما سهل مهمة الثورة المضادة.
ما أشبه الليلة بالبارحة، 4 سنوات مرت على الثورة المصرية وكأن ثورة لم تقم، وكأن زمناً لم يتحرك، وكأن مئات المصريين لم يستشهدوا، وسجوناً لم تمتلئ بآلاف المعتقلين، في نهاية 2010 كانت الساحة السياسية والاقتصادية تغلي وعلى فوهة بركان.
تحية إلى هؤلاء أينما كانوا، ورغم كل الأكاذيب والتدليس والتشويه والتزييف لطمس عوامل الحياة في هذا الشعب.. ستبقى هناك حقيقة راسخة.. أن شبابا نسجوا لتاريخ مصر أياما وقف العالم كله احتراما لها.. لا يدنسها ما كان بعدها، ولا تنسخها عواقبها.
يقول المؤرخون إن الشدة المستنصرية من أشد المجاعات التي حدثت في مصر منذ أيام يوسف، عليه السلام، فقد أكل الناس بعضهم بعضاً، وأكلوا الدواب والكلاب، وقيل إن رغيف الخبز بيع بخمسين ديناراً وبيع الكلب بخمسة دنانير.
تحية إلى هؤلاء أينما كانوا، ورغم كل الأكاذيب والتدليس والتشويه والتزييف ولطمس عوامل الحياة في هذا الشعب.. ستبقى هناك حقيقة راسخة.. أن شبابا نسجوا لتاريخ مصر أياما وقف العالم كله احتراما لها.. لا يدنسها ما كان بعدها، ولا تنسخها عواقبها.
أية متانة نفسية أسطورية على السوري أن يتمتع بها، حتى يشهد على الفضائيات أجساد إخوته السوريين ممزقة بالرصاص، ومكومة في مقابر جماعية، وأن يشهد كل فترة مجزرة لم ينج منها حتى الأطفال.
سيطرة القوي وهيمنة الغني، إهانة الضعيف وسرطان الفقر يتشبع زوايا ثورة الربيع العربي، من المسؤول عن كل ذلك، وهل ستستمر ثورة الانتحارات على ما هي عليه، أم أنها ستقوم يوماً ثورة ضد الانتحار تفجّر الظلم فتقتله.