بدت التحركات في الشرق السوري لافتةً أخيراً، بعد التحرّك الأخير للأكراد باتجاه النظام، والذي أعقبه تحرك أميركي لافت في الرقة حيث زار سفير أميركي المنطقة والتقى بقوات "قسد"، في خطوة قد تحمل رسائل سياسية عدة.
يعمل النظام السوري على معالجة ملفات يعتبرها عقبة أمام إعادة تأهيله لدى المجتمع الدولي، في ظلّ استعادته "وديعة" سبق له أن وضعها بتصرف مسلحي القوميين الأكراد، من ضمن استراتيجية محاربة الثورة
تدفع التحوّلات التي شهدتها الساحة السورية أخيراً، والتفاهمات بين واشنطن وأنقرة حول منبج، الأكراد إلى فتح حوارات مع النظام، باتت قريبة، للتوصل إلى اتفاق لتسليم شرق الفرات للنظام، وسط تخوّف الأكراد من أن يصبحوا وحيدين في مواجهة تركيا.
تتعدى تداعيات الاتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن إدارة مدينة منبج مسألة انسحاب القوات الكردية من غربي الفرات، ولا سيما أن التفاهمات الجديدة تشكل إجهاضاً لمشروع المليشيات الكردية لإنشاء إقليم ذي صبغة كردية خالصة، على مقربة من الحدود مع تركيا.
يتجه النظام السوري لإشعال حرب عربية كردية في الشمال السوري، وذلك بعد أن جمع رؤساء عشائر أطلقوا "المقاومة العشائرية الشعبية" لطرد القوات الأميركية والتركية والفرنسية من سورية. لكن البعض يرى أن هذا الأمر رسالة إلى واشنطن للحصول على تنازلات سياسية.