على الرغم من نجاح الرئيس التونسي قيس سعيّد في استثمار الخلافات الحزبية وتطويع الدستور لرؤيته، وتشكيل حكومة كما يريد، إلا أنه يدخل معركة صعبة مع الأحزاب والمنظومة السياسية القائمة.
أعلن أخيراً رئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي تشكيل حكومته، وسيوجه الرئيس قيس سعيّد، اليوم الثلاثاء، إلى رئيس البرلمان راشد الغنوشي، بطلب عقد جلسة عامة لمنح الثقة لها.
قرر رئيس الحكومة المكلف هشام المشيشي التكتم على القائمة النهائية للتشكيلة الحكومية، المفترض أن تعلن بين مساء اليوم وصباح غدٍ الثلاثاء إلى آخر لحظة.
تتزايد مخاوف أحزاب تونسية عدة من نوايا الرئيس قيس سعيّد ومساعيه لتغييب دورها، وهي ترى أن الأخير يريد إحداث تغيير جذري في التوازنات السياسية في البلاد، وكذلك إحداث تغيير غير معلن في النظام، من برلماني إلى رئاسي مقنّع.
يغامر رئيس الحكومة المكلف في تونس هشام المشيشي في طرح تشكيل حكومة كفاءات مستقلة، وسط رفض الأحزاب، ما يجعله مهدداً بالخروج سريعاً من المشهد السياسي، وفشل مسعى الرئيس التونسي قيس سعيّد على ما يبدو لتدعيم النظام الرئاسي.
انقضى أسبوعان من مهلة الشهر الممنوحة لرئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي لتشكيل حكومته، في حين أنه إلى الآن لم تتضح أي تفاصيل بشأن هذه الحكومة وما زالت الحوارات شكلية حولها، وهو ما بدأ يثير قلق أطراف سياسية.
أعلن رئيس الحكومة التونسية المكلف هشام المشيشي، أمس الأحد، على هامش الزيارة التي أداها مع رئيس الجمهورية قيس سعيد إلى ولاية صفاقس، أنه سيتم الشروع بداية من اليوم الإثنين وطيلة الأسبوع في عقد سلسلة مشاورات مع الكتل البرلمانية والقوى السياسية.
فشل أصحاب لائحة حجب الثقة عن رئيس "حركة النهضة" ورئيس مجلس نواب الشعب التونسي، راشد الغنوشي، اليوم، في جمع الأغلبية المطلوبة، إذ صوّت 97 نائباً فقط مع اللائحة، التي تحتاج موافقة الأغلبية المطلقة، أي 109 أصوات على الأقل.