تتعرض المناطق الوسطى والجنوبية من قطاع غزة لضغط غير مسبوق في ظل النزوح الكبير إليها، بينما الإمكانيات فيها محدودة للغاية، ما أصابها بحالة من اختلال التوازن الخدماتي والمعيشي.
تضرر عمل معظم مستشفيات قطاع غزة، مساء أمس الثلاثاء، وصولاً إلى التعطل شبه الكامل في بعضها، جراء نفاد كميات الوقود المتوفرة الخاصة بتشغيل المولدات في المستشفيات الحكومية, والتي أسهمت في بقائها تعمل على مدار 19 يوماً من الحرب الإسرائيلية على غزة.
يقول أطباء في غزة إن المرضى يصلون إلى المستشفيات مصابين بأعراض أمراض، تنتج عن التكدس وسوء المرافق الصحية، بعد اضطرار أكثر من 1.4 مليون شخص لمغادرة منازلهم إلى ملاجئ مؤقتة، تحت وقع العدوان الإسرائيلي المتواصل على غزة لليوم الثامن عشر على التوالي.
طلبت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، ومنظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، الذي يواجه أزمة إنسانية مدمرة بعد أسبوعين من الهجمات الإسرائيلية المكثفة.
قد تساعد التوترات الناجمة عن حرب غزة على تسريع وتيرة الابتعاد عن الوقود الأحفوري، والاقتراب من الطاقة المتجددة والسيارات الكهربائية والمضخات الحرارية على غرار الطريقة التي تسببت فيها حرب أكتوبر من ارتفاع أسعار النفط.
مع دخول العدوان الإسرائيلي أسبوعه الثالث على قطاع غزة، تشتد أزمة السيولة النقدية، ما يفاقم الأزمات في القطاع، الذي يفرض عليه الاحتلال حصاراً خانقاً يطاول الغذاء والمياه والدواء.
يسعى الأطباء في إحدى وحدات العناية المركزة للأطفال حديثي الولادة في قطاع غزة إلى توفير الوقود والأدوية الأساسية لمرضاهم الصغار، فهؤلاء قد يموتون في غضون دقائق عند انقطاع الكهرباء عن حاضناتهم.
يدفع الوضع المأساوي في قطاع غزة، بفعل اشتداد ضراوة العدوان والحصار، الفلسطينيين إلى تقاسم كسرات الخبز والماء واللوازم الأساسية التي تمكنهم من البقاء على قيد الحياة.
يواجه الكثير من النازحين الفارين من نيران الحرب في قطاع غزة، خطر الموت وانتشار الأمراض في صفوفهم، في ظل افتقارهم لأدنى مقومات الحياة، داخل الخيام التي أقيمت بمقر وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بخان يونس جنوبي القطاع.