تزداد حدّة الخلافات بين الجيش الجزائري والحراك الشعبي، تحديداً بما يتعلق بإدارة المرحلة الانتقالية والانتخابات الرئاسية المقررة في 4 يوليو/تموز المقبل، في ظلّ مخاوف المعارضة من العسكرة.
قاطعت الأغلبية الساحقة من نواب البرلمان الجزائري جلسة نيابية عقدت اليوم الخميس بكراسي فارغة كانت مخصصة لطرح أسئلة شفوية على وزراء حكومة نور الدين بدوي، رفضاً للتطبيع مع الحكومة التي يصفها النواب بـ"المرفوضة والمنبوذة شعبياً وسياسياً".
بين وصف "الحيتان الكبيرة" و"العصابة"، تفاوتت عناوين الصحف الجزائرية الصادرة اليوم الأحد، بشأن التوقيفات التي طاولت أسماء بارزة في فترة حكم الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة.
جددت أحزاب سياسية جزائرية، اليوم الأحد، الدعوة إلى تنفيذ حلٍّ سياسي للأزمة الراهنة في البلاد، والإسراع في الاستجابة لمطالب الحراك الشعبي، لفكّ الانسداد السياسي وخفض كلفة المرحلة الانتقالية.
أمام القلق السياسي المتزايد الذي ينتاب المعارضة والحراك الشعبي في الجزائر من مواقف الجيش وتقلباته، يبدو أن المؤسسة العسكرية بدأت تليّن موقفها معلنة الاستعداد لقبول مقترحات حل سياسي.
أعلنت اللجنة المركزية لحزب "جبهة التحرير الوطني" بإجماع أعضائها إقالة الأمين العام للحزب (المعترف به من قبل السلطات) جمال ولد عباس، وتجميد عضويته، وسط خلافات ومشادات كلامية بشأن المكتب الذي سيسير الجلسة المسائية المخصصة لانتخاب أمين عام جديد للحزب.
أكد رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق أحمد بن بيتور أن النظام السياسي السابق لعبد العزيز بوتفليقة ما زال يتصدر سلطة القرار في الجزائر، معتبراً أن الوضع السياسي الراهن يشكل في جوهره امتداداً للوضع السابق.
تميّزت الشعارات التي رفعها المتظاهرون في الجزائر في الجمعة التاسعة من عمر الحراك الشعبي بـ"لغة جديدة" وإبداع مستوحى من المستجدات التي طرأت على الساحة السياسية، خصوصاً عقب تصريحات رئيس الأركان الجزائري القايد صالح، عن ملف الفساد وتهديده للمفسدين.