خرج الآلاف من الطلبة اليوم الثلاثاء، في العاصمة الجزائرية وعدد من المدن، في مظاهرات هي الـ38 من عمر الحراك الطلابي الداعم للحراك الشعبي منذ فبراير الماضي.
ردّ الحراك الشعبي بقوة على ما وصفه الناشطون في الحراك بالتصريحات المستفزة لقائد أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، حول شعار "دولة مدنية وليس عسكرية"، وتمسّك المتظاهرون في مسيرات الجمعة الـ38 للحراك الشعبي بهذا الشعار.
وصل رئيس الحكومة التونسية، يوسف الشاهد، إلى العاصمة الجزائرية، اليوم الخميس، بصفته المبعوث الخاص للرئيس التونسي قيس سعيد، في زيارة رسمية، نقل خلالها رسالة خاصة إلى رئيس الدولة الجزائري بالفترة الانتقالية، عبد القادر بن صالح.
مع فشل محاولاتها لإقناع الشارع الجزائري ولا سيما الحراك الشعبي بشرعيتها وبخيار المضي بالانتخابات الرئاسية الشهر المقبل، يبدو أن السلطة في الجزائر بدأت تلعب ورقة جديدة تتمثل بحشد شارع مضاد بوجه التظاهرات الكبيرة التي ينفذها الحراك.
يبدأ البرلمان الجزائري اليوم الثلاثاء، مناقشة مشروع قانون المحروقات الجديد، وسط رفض شعبي وحزبي ومطالب بتجميده، في وقت تتمسك الحكومة المؤقتة بإقراره، بحجة تحريك الاستثمارات في مجال النفط، وجذب الأموال الأجنبية.
يضيق الوقت أمام الجزائريين مع اتجاه البلاد نحو الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر/كانون الأول المقبل، واحتدام المعركة بين الجيش الذي يواصل الإصرار على فرض موعد هذا الاستحقاق، فيما يصرّ الشارع من جهته على رفض الأمر.
أحدثت القائمة التي أعلنت عنها السلطة المستقلة العليا للانتخابات، وضمّت خمسة مرشحين للانتخابات الرئاسية التي ترتقبها الجزائر نهاية العام، جدلاً وسط الناشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
أظهر قائد الجيش الجزائري، الفريق أحمد قايد صالح، إصراراً على الذهاب إلى أبعد حد ممكن في تنفيذ الخطة السياسية الرامية إلى تنظيم الانتخابات الرئاسية، ومواجهة كل التحديات التي قد تعرقل سيرها، بما فيها الإضرابات التي شملت القضاء.
لم يمنع نشر السلطات الجزائرية أعدادا كبيرة من قوات الأمن وفرق مكافحة الشغب في الشوارع والساحات خروج مظاهرات صاخبة، اليوم الجمعة، في العاصمة بمناسبة ذكرى التحرير، فيما قضى عشرات الجزائريين، قدموا من مختلف المدن والولايات، ليلتهم في شوارع الجزائر
يواصل القضاة في الجزائر أسبوعاً طويلاً من العصيان، على خلفية مطالب مهنية تحولت إلى رفض خضوع مؤسسة القضاء لهيمنة السلطة، ما يضفي ثقلاً على الحراك الشعبي ويؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ العدالة الجزائرية.