يعمل النظام السوري على خلق بؤرة جديدة في ريف إدلب أساسها تنظيم "داعش"، بغية استنزاف المعارضة ودفعها لمواجهة مع التنظيم وقوات النظام في وقتٍ واحد. في المقابل، واصل الأتراك تقدمهم في عفرين.
تقترب قوات النظام السوري، مدعومة بالطيران الروسي، من مدينة سراقب، مع اعتمادها على سياسة الأرض المحروقة لتمهيد الطريق أمامها، وسط صمت تركيا المشغولة بعملية عفرين، وتشتت فصائل المعارضة، ليصبح مصير المدينة بيد أبنائها الذين شكّلوا جيشاً للدفاع عنها.
يدل استمرار النظام السوري بالتوسع في إدلب، بموازاة تقدّم عملية "غصن الزيتون" التركية في عفرين، على أن الصفقة التي حُكي عنها بين روسيا وإيران وتركيا، حول "إدلب مقابل عفرين" ربما تكون حقيقية.
قُتل ثلاثة وعشرون مدنياً على الأقل وجُرح أكثر من خمسين آخرين، اليوم الأحد، نتيجة قصف جوي روسي ومدفعي من قوات النظام السوري على الأحياء السكنية في الغوطة الشرقية وفي مدن بريف إدلب، وقصف على ريفي درعا وحمص.
بحكم سياسة النظام وروسيا في سورية بقضم مناطق خفض التصعيد والتوتر، ومثالها إدلب والغوطة الشرقية، فلا أحد يستبعد أن تجري سكة الحل العسكري باتجاه درعا، مادام "الضامن الروسي" ذاته حليفاً للأسد على الأرض.
مع إعلان النظام السوري سيطرته على مطار أبوالظهور شرقي إدلب، تكون المعادلة العسكرية في المحافظة الوحيدة المتبقية بيد المعارضة السورية قد دخلت مرحلة جديدة، يضيق معها الخناق أكثر على فصائلها، التي بات الآن قطاع واسع من مناطقها محاصراً شرقي المطار.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
عدنان علي
21 يناير 2018
ميشيل كيلو
كاتب سوري، مواليد 1940، ترأس مركز حريات للدفاع عن حرية الرأي والتعبير في سورية، تعرض للاعتقال مرات، ترجم كتباً في الفكر السياسي، عضو بارز في الائتلاف الوطني السوري المعارض.
صار من الضروي أن يتخلى السوريون عن تنظيماته التي أوقفت "جهادها" على ذبح الثوريين، وأن يرتبط مصير سورية بالانحياز إلى الثورة ضد مشبوهين، لا يعرف أحد هويتهم الحقيقية، تكشف أخيرا أن عددا من كبار قادتهم عملاء لواشنطن وموسكو وطهران والأسد...
حددت روسيا بشكل نهائي موعد مؤتمر سوتشي في 30 من الشهر الحالي، مع الإعلان أن هدفه بدء العمل على الدستور الجديد، في وقت واصل فيه النظام السوري تقدّمه نحو مطار أبو الظهور العسكري.
قُتل مدنيان اثنان، اليوم الأربعاء، بقصفٍ جوي روسي، طاول أطراف سراقب بريف إدلب الشرقي، في حين استهدفت هجماتٌ مماثلة مناطق أخرى بأرياف إدلب الجنوبية والشرقية، تمهيداً لتقدم قوات النظام والمليشيات المساندة له، إلى مطار أبو الظهور العسكري.
يلوح صراع جديد في أفق سورية، محوره هذه المرة واشنطن وأنقرة، مع سعي الولايات المتحدة عبر التحالف الدولي لتشكيل قوة بقيادة "سورية الديمقراطية" تنتشر على الحدود مع تركيا والعراق، في وقت تتواصل فيه المعارك بين المعارضة والنظام في الشمال السوري.