يدخل غداً "قانون قيصر" حيز التنفيذ الفعلي، بعد مضي 180 يوماً على إقراره وتوقيعه من قبل الرئيس ترامب، حيث تحول الموقف السياسي الأميركي من مجرد موقف إلى قانون نافذ، سيحد من حركة النظام سياسياً وعسكرياً واقتصادياً، ويقوض تعاملاته الخارجية.
بعدما نجحت حكومة الوفاق الليبية في طرد مليشات خليفة حفتر من غربي ليبيا، واقترابها من مدينة سرت، تحوّلت المدينة إلى عقدة جديدة مع رفض موسكو سيطرة الحكومة عليها، ليؤدي ذلك إلى تأجيل زيارة وفد روسي كانت مقررة الأحد إلى تركيا.
أكّد نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، استعداد روسيا للحوار مع الولايات المتحدة بشأن سورية، والاستفادة من خبرة منع الحوادث بين العسكريين الروس والأميركيين في هذا البلد.
ردّت روسيا على التمدّد التركي في ليبيا بإرسال طائرات روسية ميغ 29 المحدثة، طائرة اعتراضية مزودة بصواريخ جو- جو من طراز "آر37"، إلى ليبيا، 14 طائرة، وسلّم النظام السوري عددا منها، فربط معلقون تسليمها بالتحضير للمعركة في إدلب.
تظاهر مئات المدنيين والناشطين في مدينة إدلب شمال غربي سورية ضد "هيئة تحرير الشام" والحكومة التابعة لها، في وقت وقعت اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلّحة وقوات النظام في ريف حلب الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار.
على الرغم من صمود الهدنة التي أعقبت العملية العسكرية في ريف إدلب الجنوبي، لكن قوات النظام السوري تواصل الحشد، بالتوازي مع استقدام تركيا مزيداً من الأرتال العسكرية إلى المنطقة، الأمر الذي أثار مخاوف أهالي المنطقة من استكمال النظام لعمليته العسكرية.
باشرت روسيا والنظام السوري مساعيهما في سبيل حصر تداعيات "قانون قيصر" الأميركي، الذي يدخل حيّز التنفيذ بدءاً من 17 يونيو/ حزيران الحالي، عبر سلسلة إجراءات عسكرية، مثل تسليم معدات من موسكو للنظام، واقتصادية عبر فتح طريق "أم 4".
تكشف الاستعدادات الأخيرة لقوات النظام وتعزيزاته في ريف إدلب الجنوبي، نيّته التصعيد عسكرياً في جبل الزاوية، في مقابل تعزيزات كبرى للجيش التركي، الذي استقدم أخيراً 3 أرتال إضافية لقواته في إدلب.
طوال تسعة أعوام من الثورة السورية، لجأ النظام السوري وحلفاؤه لتدمير المدن الثائرة كعقاب لأهلها، وتركز ذلك خلال الحملة العسكرية على إدلب وما حولها، ما أفرغ الكثير من القرى والمدن بعد تدميرها، ومن بينها معرة النعمان وسراقب.
حققت روسيا هدفها بإعادة فتح طريق "إم 4" الذي يصل مناطق شرقي الفرات بالساحل السوري، ولو جزئياً، وربط مناطق سيطرتها المفككة، ما يشكل أيضاً فرصة للنظام للالتفاف على عقوبات قانون "قيصر" المنتظرة.