انقلبت المواقف السياسية في تونس في الأيام الأخيرة لصالح هشام المشيشي. وبعدما حاول الرئيس قيس سعيد استبداله أفشلت أحزاب عدة بينها حركة النهضة وقلب تونس هذا التوجه، ما أتاح للمشيشي تقديم حكومته أمام البرلمان أمس الثلاثاء ثم نيل الثقة.
تتزايد مخاوف أحزاب تونسية عدة من نوايا الرئيس قيس سعيّد ومساعيه لتغييب دورها، وهي ترى أن الأخير يريد إحداث تغيير جذري في التوازنات السياسية في البلاد، وكذلك إحداث تغيير غير معلن في النظام، من برلماني إلى رئاسي مقنّع.
مع انتهاء معركة محاولة سحب الثقة من رئيس البرلمان التونسي راشد الغنوشي، تواجه البلاد المزيد من التحديات المقبلة، لعل أبرزها تشكيل الحكومة الجديدة، وانعكاسات التجديد للغنوشي وما يعنيه ذلك من حسابات سياسية وتحالفات جديدة قد تولد.
فشل أصحاب لائحة حجب الثقة عن رئيس "حركة النهضة" ورئيس مجلس نواب الشعب التونسي، راشد الغنوشي، اليوم، في جمع الأغلبية المطلوبة، إذ صوّت 97 نائباً فقط مع اللائحة، التي تحتاج موافقة الأغلبية المطلقة، أي 109 أصوات على الأقل.
ساد مواقف الأحزاب التونسية من تكليف هشام المشيشي بتشكيل الحكومة الكثير من التردد، الذي تحوّل إلى ترحيب بارد به وأمنيات له بالتوفيق، ما يعكس قلقاً بالغاً وغموضاً حول ما ستؤول الأحداث إليه، والتي ستكشفها هذه الأيام بعد أن يصرّح المشيشي بنواياه.
لا يتوانى الرئيس التونسي قيس سعيّد في خطاباته من التحذير من مؤامرات داخلية وخارجية تحاك للبلاد، ما قد يعد تمهيداً لفرض تدابير استثنائية استناداً للدستور. فما هي هذه التدابير؟
يضرب رجال أمن تونسيون عرض الحائط بالقانون ويرفضون المثول أمام دوائر العدالة الانتقالية القضائية، بعد امتناعهم عن الاعتراف وطلب الصفح والمصالحة مع ضحاياهم، في ظل دعم من النقابات الأمنية ونافذين ما زالوا في مناصبهم
أكد النائب عن "نداء تونس" علي الهرماسي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، "استقالته والنائبين فخر الدين شبشوب ونهى جلابي نهائياً من الحزب، احتجاجاً على تواصل إقصائهم"، وبذلك لم يعد للحزب أي تمثيل بالبرلمان، ما يعني خروجه من دائرة الأحزاب البرلمانية.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
آدم يوسف
27 يوليو 2020
المهدي مبروك
وزير الثقافة التونسي عامي 2012 و2013. مواليد 1963. أستاذ جامعي، ألف كتباً، ونشر مقالات بالعربية والفرنسية. ناشط سياسي ونقابي وحقوقي. كان عضواً في الهيئة العليا لتحقيق أَهداف الثورة والعدالة الانتقالية والانتقال الديموقراطي.
كانت المعطيات ترجّح أن يكون الرئيس التونسي، قيس سعيد، جامعا لكل التونسيين، خصوصا أنه قادم من خارج الأحزاب، غير أنه يعتقد ضمن نظريته إن الأحزاب كالأدوية، لها مدة صلاحية ما، حيث تنتهي بالضرورة بعد عمر محدد، جاعلا من حركة النهضة خصما له.
تزامنت الذكرى الـ63 لإعلان الجمهورية التونسية، اليوم السبت، مع أزمة سياسية وحزبية خانقة، غذتها استقالة الحكومة وتصاعد الصراع بين مكونات المشهد البرلماني.