تسيطر جملة من الأسئلة والتساؤلات عن دلالات وأبعاد خروج قائد الجيش السوداني الجنرال عبد الفتاح البرهان من مقر القيادة ومغادرته الخرطوم، في ظل المعارك الطاحنة للجيش مع قوات الدعم السريع.
يستدعي فهم عمق الصراع في السودان بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو العودة إلى تاريخ الاحتلال الإنكليزي للسودان سنة 1899 حين زرعت بذور التفرقة لفصل الجنوب عن طريق خطط مدروسة، بإرساليات تبشيرية، قطع جذور اللغة العربية والتواصل باللهجات السائدة
عقدت قوى سياسية سودانية، اليوم الثلاثاء، اجتماعات بالعاصمة المصرية القاهرة، لبحث تشكيل "جبهة مدنية" لوقف القتال بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع".
يتّفق مراقبون على أن حل الأزمة السودانية لا يبدو قريباً، فيما تشير مساعي القاهرة أخيراً لإطلاق مبادرة للحلّ مع دول أفريقية، أو استضافة اجتماعات لقوى سودانية، إلى أنها تبحث عن دور أكبر لها في الملف السوداني.
أعلن الجيش السوداني، الخميس، عودة وفده التفاوضي من مدينة جدة السعودية إلى البلاد للتشاور، معرباً عن استعداده لمواصلة التفاوض مع قوات الدعم السريع في حال تذليل المعوقات.
مع مرور 100 يوم على الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، كان الخاسر الوحيد منها هو الشعب السوداني، فيما لا يزال طرفا الصراع يزعمان قدرتهما على حسم المعركة.
أعلن طرفا القتال في السودان، الجيش وقوات الدعم السريع، موافقتهما على العودة للتفاوض عبر منبر جدة، تحت الوساطة السعودية الأميركية، في محاولة لوقف الحرب التي بدأ يظهر فيها بوضوح عدم قدرة الطرفين على حسمها لصالحه، بعد مضي ثلاثة أشهر على بدايتها.
قمّة "الإيغاد" ومن بعدها قمّة القاهرة لدول جوار السودان، ركّزتا على أضرار الحرب في دول الجوار والمنطقة. وهذا الخط الذي ينظر إلى حرب السودان بمقدار ما تؤذي المنطقة، يبرّر التدخّل العسكري بغضّ النظر عن موافقة الخرطوم.
زوايا
حمّور زيادة
15 يوليو 2023
عبد الوهاب الأفندي
أكاديمي سوداني، أستاذ العلوم السياسية في معهد الدوحة للدراسات العليا. عمل بتدريس العلوم السياسية في بريطانيا منذ 1997، وكان قد عمل في الصحافة والدبلوماسية والطيران في السودان وبريطانيا. أحدث مؤلفاته "كوابيس الإبادة.. سرديات الخوف ومنطق العنف الشامل"
ما سيحدّد مستقبل السياسة والقوى السياسية في السودان كيفية التعامل الميداني (وليس النظري) مع الأزمة الحالية، فالمواقف التي تدّعي الحياد، أو تلك التي تدعو إلى وقف الحرب، تفسّر في الشارع السوداني انحيازا للمليشيا، وهي في أحيان كثيرة كذلك.