أنهت الحرب المندلعة منذ منتصف إبريل/ نيسان الماضي في السودان أحلام تلاميذ بأداء الامتحانات، وانضموا إلى دفعتي 2018- 2019 و2020-2021 اللتين عرفتا مشاكل مشابهة منعت توزيعهم على الجامعات.
دخلت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع"، اليوم السبت، أسبوعها التاسع، بهدنة اختبارية ليوم واحد، فيما يظل السؤال مطروحاً الآن عن نتائج الحرب وجدواها.
يزداد الخطاب المعادي للعالم الذي يحتفي بفكرة "الجميع ضدّنا"، ليطغى على المشهد السياسي السوداني. ومثل أيامها تحت حكم عمر البشير، تخوض الخرطوم مرة أخرى حربها ضد المؤسّسات الدولية. ومرّة أخرى تعود العقوبات لتحيط بالخرطوم.
تدور اشتباكات بين الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع"، منذ يوم الخميس، في محيط مجمع للصناعات العسكرية في جنوب الخرطوم. يأتي ذلك في وقت أكد فيه وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي ونظيرهم الأميركي أنتوني بلينكن، أنه لا يوجد حل عسكري للصراع.
بيّنت الأحداث والتطوّرات الجارية في السودان اليوم وسابقا أنّ رئيس مجلس السيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان ليس لديه مشروع وطني، ولا حاضنة سياسية، ولا موقف أيديولوجي، لكنه مصمّم على ألا يترك السلطة، وفي سبيل ذلك يتّخذ الموقف ونقيضه، ويقول الشيء وعكسه.
بعد مرور نحو ستة أسابيع من الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بات الخطر الماثل الذي لا يتمناه السودانيون هو أن تأخذ الحرب بعداً قبلياً وإثنياً.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
عبد الحميد عوض
24 مايو 2023
معتز الفجيري
أكاديمي وحقوقي مصري. أستاذ مساعد ورئيس برنامج حقوق الإنسان في معهد الدوحة للدراسات العليا. عمل سابقاً في العديد من المنظمات غير الحكومية العربية والدولية المعنية بحقوق الإنسان.
يؤكّد النزاع الجاري في السودان اليوم على الكارثية المحتملة التي تنتظرها المجتمعات والدول جراء تعاظم النفوذ السياسي والاقتصادي للجيوش، وتعاظم أدوار القوى الإقليمية العربية في تعطيل تطلعات الشعوب في الانتقال الديمقراطي السلمي.
آراء
معتز الفجيري
24 مايو 2023
حسن نافعة
كاتب وأكاديمي مصري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة
يبدو السودان وكأنه دخل في مأزقٍ لا مخرج منه، فانتصار أحد الجنرالين المتصارعين سيؤدّي حتما إلى تمكينه من الانفراد بالسلطة، ما يعني أن السودان سيخضع من جديد ليس إلى "حكم العسكر" فحسب، وإنما إلى هيمنة منفردة من أحد المتسببين في إشعال الحرب العبثية.
جاء محمد حمدان دقلو من اللامكان، وصعد بسرعة إلى قمّة السلطة في بلاد فقدت روافعها الطبيعية التي تساعد المواطنين على الترقّي السياسي والوظيفي، فما عاد من طريق للصعود إلا البندقية، والقرب من السلطة، وهو ما يفعله الرجل حتى الآن.
تقدر المساحة الصالحة لزراعة المحاصيل الغذائية بنحو 88 مليون هكتار، تعادل 220 مليون فدان. ورغم أنه يعد بمثابة سلة غذاء العالم، إلا أنه أكثر البلدان بؤساً.