خيار أن تواجه قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مع تركيا إذا استأنفت الأخيرة عمليتها العسكرية في شمال سورية خاسر، في غياب الحماية الأميركية من سلاح الطيران. والذهاب إلى النظام، من دون اعتراف الأخير بالحقوق السياسية للكرد، بمثابة نهاية للتطلعات السياسية.
أحد أهداف تركيا شرعنة وجودها في الشمال، تحسبا لمواجهة متوقعة مع روسيا في المستقبل، فموسكو، وإن قبلت بالوجود التركي، فإنها فعلت ذلك بحكم الأمر الواقع. ولكن في حال انسحبت الولايات المتحدة نهائيا من سورية، سوف يتغير الموقف الروسي حيال تركيا.
حسم لقاء الرئيسين التركي والروسي، مساء الثلاثاء، خارطة السيطرة في شرقي الفرات، بعد اتفاق على إخراج الوحدات الكردية من المنطقة، في ظل تحذيرات للأكراد من مخالفة هذا الاتفاق، الذي نال أيضاً موافقة أميركية.
لم تكن الولايات المتحدة في موقع الجديّة للدفاع عن وجودها في سورية، فهي تكتفي اليوم بموطئ قدم مهم استراتيجياً في جنوب سورية، إضافة إلى الأرباح التي جنتها من النفط طوال فترة مكوثها في الشمال السوري.
آراء
عمر الشيخ
24 أكتوبر 2019
سمير صالحة
كاتب وباحث تركي، أستاذ جامعي في لقانون الدولي العام والعلاقات الدولية، دكتوراة في العلوم السياسية من جامعة باريس، له عدة مؤلفات.
التصعيد الذي ينفذه النظام في سورية أخيرا، بدعم عسكري روسي، في إدلب وجوارها لا يمكن فصله عن محاولتهما تضييق الخناق على الخيارات التركية على ضفتي الفرات، ودفع تركيا إلى القبول بالخيار الصعب، كي لا تكون في مواجهة الخيار الأصعب.
آراء
سمير صالحة
23 أكتوبر 2019
برهان غليون
أكاديمي سوري، أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة السوربون في باريس، أول رئيس للمجلس الوطني السوري المعارض، من مؤلفاته: "بيان من أجل الديمقراطية" و"اغتيال العقل" و"مجتمع النخبة".
يجب التعاهد على إرساء مبادئ مشتركة: أن لا نقبل بأي تدخل خارجي، وأن لا نحيد عن قاعدة الحوار في حل المشكلات التي تعترض مسارنا، وأن نلتزم بمبادئ العيش المشترك، والعمل من سورية وطناً، لا معبراً للوصول إلى أوطان أخرى متصوّرة.
في وقت أعلنت فيه القوات التركية و"الجيش الوطني" السيطرة على مدينة رأس العين أمس، في اليوم الرابع للعملية التركية في شرق الفرات، تزايدت الضغوط على أنقرة لوقف هجومها، ولا سيما من الولايات المتحدة، وهو الموقف الذي تبنّته أيضاً الجامعة العربية.
لوّح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان،، بإمكانية شراء أنقرة مقاتلات روسية في حال استمرت واشنطن في موقفها الرافض تسليمها مقاتلات "أف 35"، كاشفاً عمق المنطقة الآمنة، إذ سيكون أقل من 20 ميلا، ما يخالف التصريحات الأميركية الأولية.
تحاول "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) التحايل على الاتفاق التركي ــ الأميركي بشأن "المنطقة الآمنة" شمال غربي سورية، عبر إعادة فتح التفاوض مع النظام، في الوقت الذي لا يزال الغموض يسيطر على حجمها، وما إذا ستشمل كل الحدود أم جزءاً منها.