بينما أشاهد الإصدار الأخير لولاية سيناء، تذكّرت ابتهاج عديدين من "شباب الثورة" بـ "الملثم" الذي كان يُفجر خطوط الغاز إلى إسرائيل، ثم الوقت الطويل الذي استغرقه كثيرون، لتجاوز مرحلة إنكار وجود الإرهاب في سيناء أصلاً، واعتبارها مجرد تمثيلية.
لم يدُر في خلد كثير من النازحين إلى إقليم كردستان العراق، منذ مطلع 2014 حين اشتدت المعارك في مناطقهم، أنهم لن يعودوا إلى مدنهم مرة أخرى وإلى الأبد، فيما كانت أحلام العودة لا تفارقهم.
انتقلنا من زمن كان يجتمع فيه أهل القرى بالريف السوري، على جهاز راديو ينقل عبر أثيره أغاني الحب، إلى زمن تتنافس فيه القنوات الإذاعية والتلفزيونية على الخصوص على نقل مآسي الحروب الأهلية التي تفتك بكثير من مناطق الجغرافيا العربية.
تتقدّم معارك الموصل باضطراد، مع بروز بوادر حول "حسم وشيك" للساحل الأيسر، ما يعني تفكك جبهة تنظيم "داعش" في المدينة، وبداية نهاية وجوده في معقله "الأساسي" عراقياً. لكن ذلك لا يجري من دون سقوط آلاف المدنيين حتى الآن.
أكدّ مسؤول كردي في إقليم كردستان العراق، مكلّف متابعةَ ملف ضحايا أبناء الديانة الأيزيدية الذين تم اختطافهم على يد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، أنّ التنظيم ما زال يحكم قبضته على مئات النساء أسرى لديه.
يصعب تصوّر الجحيم الذي يعيشه الباقون من سكان الموصل داخل المدينة. هو جحيم ممتدّ من مرحلة حكم "داعش" ويشهد فصولاً جديدة منذ 36 يوماً، أي منذ بدأت حملة تحرير المدينة مع كل ما تحمله الحروب من انتهاكات بحق المدنيين
يُنذر الصراع حول ثلاثة مشاريع، رسمتها القوى السياسية العراقية لمرحلة ما بعد تحرير الموصل من "داعش"، تحت عناوين طائفية وعرقية، بمرحلة أسوأ قد تقود العراق إلى حرب جديدة، وسط تسريبات عن جهوزية الخطة العسكرية لاستعادة المدينة.
تشير الوثائق الموجودة في وزارتي البلديات والتخطيط العراقية، إلى أن عدد المقابر الرسمية أو العشوائية المنتشرة في عموم البلاد ارتفع خلال السنوات الثلاث عشرة الماضية ليبلغ نحو ألفي مقبرة، وكثير منها يتمركز حول المدن وعلى مداخلها خصوصا.
الحروب التي تلفّ العالم، وكثير منها في دولنا العربية، لا تترك للناس حتى فرصة الوصول إلى كشف مصير ضحاياهم. وإذا عثر عليهم في نهاية المطاف يكونون في مقابر جماعية حفرت وسط الحرب.
هنا تحت ثرى مقبرة "وداي السلام" لا فرق بين غني وفقير أو ملك وخادم أو رجل وامرأة. هنا الكل يرقد في سلام وهدوء في واحدة من أكبر مقابر العالم التي تقع في مدينة النجف (161 كم جنوب غرب بغداد).