اندفعت تركيا بعد هجوم النظام السوري على قواتها يوم الخميس، إلى إطلاق عملية واسعة ضده في إدلب، نجحت خلالها في كبح تقدّمه، لتستعيد المعارضة المبادرة وتسيطر على مناطق كان النظام قد تقدّم إليها.
استعادت فصائل المعارضة السورية المسلّحة وبدعم تركي، مساء الأحد، السيطرة على أربع قرى في جبل الزاوية، جنوبي إدلب، في وقت استهدفت طائرات تركية مسيرة مطار حماة العسكري، وسط سورية.
فيما اتفقت كل من موسكو وأنقرة على خلق "مناخ موات" لتحسين علاقات العمل بين بلديهما في سورية، لا تزال تشهد إدلب تصعيداً ميدانياً أسفر عن مقتل أربعة مدنيين نتيجة قصف جوي لطائرات النظام السوري.
في وقت كانت أنقرة تؤكد مواصلة الرد على استهداف النظام السوري لقواتها يوم الخميس، كشفت مصادر لـ"العربي الجديد" عن توصل تركيا وروسيا إلى اتفاقات أولية حول إدلب، لا تزال بحاجة لإقرار قيادتي الطرفين.
أعلنت "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة لـ"الجيش الوطني" السوري، مساء اليوم السبت، استعادة السيطرة على خمس قرى في ريفي إدلب وحماة، شمال غربي سورية، بعد مواجهات مع قوات النظام والمليشيات المساندة لها.
بعد ساعات على الغارة الجوية في شمال غرب سورية، التي أدت لمقتل 33 من الجنود الأتراك، عاودت قوات النظام السوري، مساء اليوم الجمعة، استهداف موقع للقوات التركية في ريف إدلب الشمالي، فيما استعادت فصائل المعارضة السيطرة على قرية جنوبي إدلب.
تفجّرت الخلافات التركية الروسية حول إدلب بمواجهات ميدانية بدا أن فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة استطاعت عبرها استعادة المبادرة، عبر النجاح بالسيطرة على مدينة سراقب، فيما كان الروس يعلنون أن لا لقاء مرتقباً بين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان.
في وقت يواصل فيه النظام السوري بدعم روسي التقدّم في ريف إدلب الجنوبي، كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يجدد التأكيد أن بلاده ستدفع النظام خارج الحدود التي وضعتها في إدلب، وذلك فيما تستمر المفاوضات التركية الروسية.
مع سقوط ما تبقى من حلب بيد النظام، لا تسقط المعارضة السورية المسلحة وحدها، بل تسقط معها المعارضة السياسية المتمثلة في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وهيئة التفاوض التي لن تجد شيئا تفاوض عليه بعد اليوم.