دخل مصير التسوية السياسية في السودان بين العسكر والمدنيين مرحلة غامضة، بعد إعلان تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي بين الطرفين إلى الخميس المقبل، وسط عدم حسم الجيش وقوات الدعم السريع خلافاتهما.
في وقت كانت فيه المؤشرات في السودان تدل على أن العملية السياسية تسير بسلاسة للتوقيع على الاتفاق النهائي غداً السبت بين العسكر والمدنيين، جاء انسحاب ممثلي الجيش السوداني من ورشة الإصلاح الأمني والعسكري ليثير مخاوف من انتكاسة تؤدي لسقوط التسوية.
لفت المتحدث باسم العملية السياسية النهائية في السودان، خالد عمر يوسف، اليوم الخميس، إلى أن المسودة الكاملة للاتفاق النهائي "ستكون جاهزة خلال أيام معدودة".
مع تمهيد الطريق لإنهاء العملية السياسية في السودان وصولاً إلى تشكيل حكومة مدنية، يبرز موضوع تحقيق العدالة للضحايا كأبرز النقاط العالقة، وسط مخاوف من مساومات في إطار التسوية الحاصلة.
بدأ العد التنازلي في السودان للاتفاق النهائي بين المدنيين والعسكر، والذي سيوقع في الأول من شهر إبريل/نيسان المقبل، ويجمع مراقبون على أن تنفيذ مقرّراته سيمضي بشكل سلس رغم بعض المواقف الرافضة، والخشية من فخاخ أنصار النظام المعزول.
منذ ظهر الخلاف بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، لا يمر أسبوع من دون خطاب جماهيري للأول، ولا يمرّ يوم لا يتبادل فيه سكان الخرطوم الشائعات عن تحرّكات عسكرية، وعن دخول مزيد من قوات الدعم السريع إلى الخرطوم.
دان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بالسودان، فولكر بيرتيس، حادثة مقتل متظاهر، أمس الثلاثاء، بالخرطوم على يد أحد ضباط الشرطة السودانية، أثناء احتجاجات مناهضة لحكم العسكر.