لم تكتف السلطات المصرية بتوجيه تحذيرات وتهديدات لكل من يعارض تمرير التعديلات الدستورية، التي تبقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حتى عام 2034، بل إنه انتقل إلى مرحلة جديدة، عبر منع أي معارض من الحصول على استثمارات من الدولة.
لم يبتدع عبد الفتاح السيسي التذمّر من تزايد المصريين بالملايين، فلطالما أعلن حسني مبارك امتعاضه من هذا الأمر، غير أنه لم يبلغ المستوى الهابط الذي يبلغه السيسي في إفضائه بهذا أمام صحافي فرنسي في القاهرة.
بعد غياب لفترة، يعود رئيس الأركان المصري الأسبق، الفريق سامي عنان، لاهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عقب الأنباء عن صدور حكم ضده بالسجن لمدة عشر سنوات، عن تهمتي التزوير ومخالفة الانضباط العسكري، لإعلانه رغبته في الترشح للرئاسة.
بعد الحكم عليه ابتدائياً بالحبس 10 سنوات لترشحه ضد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونبش قضايا أخرى له، بدأت الاتصالات والتحركات القانونية وعلى مستوى العائلة، من أجل وقف تنفيذ الحكمين بحق رئيس الأركان المصري الأسبق، الفريق سامي عنان.
قالت مصادر مقربة من رئيس الأركان المصري الأسبق، الفريق سامي عنان، إن محكمة الجنايات العسكرية أصدرت، في جلسة سرية الأحد، حكماً مبدئياً بسجنه لأربع سنوات عن تهمة تزوير استمارة الرقم القومي، والتي ورد فيها أنه فريق سابق بالقوات المسلحة.
الأرشيف
العربي الجديد
28 يناير 2019
وائل قنديل
صحافي وكاتب مصري، من أسرة "العربي الجديد". يعرّف بنفسه: مسافر زاده حلم ثورة 25 يناير، بحثاً عن مصر المخطوفة من التاريخ والجغرافيا
يأتي الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، في زيارةٍ إلى مصر المحبوسة احتياطيًا، الجائعة إلى الحرية والعدل والديمقراطية، فيتم إخفاؤها قسريًا، ويقدّمون له بدلًا منها مصر التلفزيونية الدرامية الرقيقة العطوفة التي تنتفض حكومتها، من أجل طفلٍ كاد يسقط من
بعد ثماني سنواتٍ على الثورة المصريّة، يختنق الإعلام المصري بقوانين مجحفة، تطاوله وناشطين ومواطنين إن عبّروا عن رأيهم، تحت ذرائع واهية، مع استمرار تضييق الخناق على مَن تسوّل له نفسه معارضة نظام عبدالفتاح السيسي.
على وقع المخالفات العديدة التي أرساها النظام المصري، بعد انقلاب 3 يوليو/تموز 2013، ومنها سعي عبد الفتاح السيسي لتمديد ولايته الرئاسية الثانية، تحلّ الذكرى الثامنة لثورة 25 يناير المصرية، التي كسرت المحاذير في البلاد.
تلقى داعمو الانقلاب على نظام الرئيس السابق محمد مرسي، من ثوار 25 يناير، أو ما يُعرف بـ"معسكر 25 – 30" صفعة من نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي أطلق أجهزته لملاحقتهم وزجّ الكثير منهم في السجون، لمجرّد انتقاد سياسته.