عمّق الإعلان المشترك لثماني فصائل عراقية مسلحة مدعومة من إيران اعتبار القوات الأميركية قوات احتلال، وكذلك الإعلان عن رفضها تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة، الأزمة السياسية في البلاد، وسط انقسامات طاولت الحلفاء، الذين تباينت آراؤهم بشأن الإعلان.
فشلت جهود سياسية تقودها أطراف من قوى برلمانية عدة، رافضة لخطوة تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة، في عقد اجتماع مقرر ليلة أمس السبت، بهدف بحث الأزمة السياسية وخيارات المعسكر الرافض للزرفي، وسبل تهيئة بديل عنه في حال سقوطه برلمانياً.
أصدرت ثمانية فصائل عراقية مسلحة مقربة من إيران، بياناً مشتركاً هو الأول من نوعه، وبثته وسائل إعلام محلية عراقية، قالت فيه إنها قررت معاملة القوات الأميركية كقوات احتلال، مهددة بأن ردها مجتمعة على القوات الأميركية سيكون أكبر من السابق.
حذرت مليشيا "كتائب حزب الله" العراقية مما وصفته بـ"المخطط الأميركي" لتنفيذ إنزال جوي يستهدف فصائل عراقية مسلحة، موضحة في بيان لها أن هذا المخطط يتم بمساعدة جهازين عراقيين، أحدهما عسكري والآخر أمني.
ينتظر أن تعقد الكتل السياسية الرافضة تكليف عدنان الزرفي بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، اجتماعاً لها، مساء اليوم الأربعاء، هو الثاني من نوعه في غضون يومين فقط، لبحث موقف موحد تجاه قرار التكليف ومحاولة تعطيله أو نقضه قانونياً.
جاء تكليف الرئيس العراقي برهم صالح، محافظ النجف السابق عدنان الزرفي، بتشكيل الحكومة الجديدة، مفاجئاً ومؤشراً على تبدلات جديدة داخل الساحة السياسية، خصوصاً أنه حصل رغم رفض الكتل المقربة من إيران، فيما سيكون على الزرفي مهمة غير سهلة لإرضاء الكتل.
أكد مسؤول مطلع على حوارات ملف تشكيل الحكومة العراقية لـ"العربي الجديد" أن "رئيس الجمهورية قرّر تكليف محافظ النجف السابق عدنان الزرفي، لكنه تراجع عن الإعلان عن الأمر بعد تدخل كتل سياسية اعترضت عليه".
قال مسؤولون عراقيون في بغداد، اليوم السبت، إن مقاتلات وطائرات أميركية مسيَّرة واصلت طوال ليلة أمس التحليق فوق مقارّ تابعة لفصائل مسلحة تتبع الحشد الشعبي، في عدد من مدن جنوب العراق ووسطه وغربه.
مع استمرار عمليات قمع المحتجين العراقيين الذين يواصلون تظاهراتهم الأطول في تاريخ العراق الحديث، والتي تدشن شهرها السادس على التوالي، تجد قوى سياسية عراقية نفسها مرغمة على مغازلة ساحات التظاهر، ولا تتأخر أيضاً عن المطالبة بإشراكها بالحكومة المقبلة.
عاد اسم مصطفى عبد اللطيف الكاظمي، مدير جهاز المخابرات العراقية، إلى الواجهة، ليس من بوابة ترشيحه لرئاسة الحكومة العراقية، وإنما من خلال قضية اغتيال قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، وقائد مليشيا "الحشد الشعبي" أبومهدي المهندس، بضربة أميركية.