قبيل قمة موسكو المرتقبة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، صعّد النظام السوري، اليوم الثلاثاء، من قصفه المدفعي على ريف إدلب الجنوبي، تزامناً مع دخوله مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بمحافظة الحسكة شمال شرقي
تتزايد القواعد الأميركية التي يتم إخلاؤها في شمال شرقي سورية، وذلك على وقع تغيّر المعطيات والوقائع على الأرض في تلك المنطقة بعد الاتفاق الأميركي التركي لإنشاء المنطقة الآمنة.
طفا على السطح مجدّدا الصراع حول ثروات النفط السوري عقب العملية العسكرية التركية في شرق الفرات، وأبدت كل من أميركا ونظام بشار الأسد و"قسد" مواقف مختلفة حول الحقول التي تقع في المنطقة الحدودية.
انسحبت مجموعة من القوات الأميركية، صباح اليوم الإثنين، من شمال سورية إلى الأراضي العراقية، في حين أقامت القوات التركية قاعدتين عسكريتين في شمالي الرقة، خلال الساعات الماضية.
استمرّ الهدوء النسبي، صباح اليوم، في مناطق العملية التي يشنها "الجيش الوطني السوري" بدعم تركي ضد "قسد"، وذلك منذ صباح الجمعة، بعد إعلان أنقرة وواشنطن عن اتفاق يقضي بمنح المليشيا مهلة خمسة أيام للانسحاب لعمق 32 كلم داخل الأراضي السورية.
لم يتأخر النظام السوري للتعبير عن رفضه لاتفاق "المنطقة" الآمنة شرقي الفرات الذي تم التوصل إليه بين تركيا والولايات المتحدة، بعدما بدا بوضوح أنه الخاسر الأكبر منه، في وقت كانت أنقرة تؤكد أنها لن تسمح بتأخير تطبيق الاتفاق.
واصل الجيش التركي تعزيز تواجده في نقاط المراقبة المنتشرة حول إدلب السورية، في حين سحب النظام السوري مجموعة من قواته المتمركزة في ريف حماة الشمالي الشرقي نحو مطار حماة العسكري.
جاء قرار دونالد ترامب، أمس، بسحب كامل للقوات الأميركية من سورية، مفاجئاً للجميع، وتحديداً للحلفاء في سورية، أي الأكراد المهددين بعملية عسكرية تركية، وللحلفاء الدوليين، أولهم بريطانيا، مع توقعات بتداعيات كبيرة لهذا القرار الذي يخلي الساحة بشكل كبير
تتمركز القوات الأميركية، بشكل دائم أو مؤقت، في مناطق مختلفة من سورية، ضمن خريطة انتشار جعلتها أشبه بالطوق الذي يحيط بمنابع النفط والغاز السوري في منطقة شرق نهر الفرات، داخل مناطق تسيطر على غالبيتها مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)