فيما تشهد المنطقة الشرقية في ليبيا هدوءا حذرا في المدن التي شهدت توترا واشتباكات مسلحة أمس الخميس، وتحديدا في أوباري وغدوة، أعلنت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن فرضها حظرا جويا مشروطا على مطارات ومهابط الجنوب.
لعبت حكومة الوفاق الوطني في ليبيا الأوراق القبلية والحسابات الدولية المتصلة بالمصالح النفطية، وحصدت نتيجة سريعة في استعادة المبادرة جنوباً، على حساب بداية تراجع في حملة اللواء خلفية حفتر، بدءاً من أوباري.
يعمل رئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، كل ما وسعه لوقف زحف قوات اللواء الليبي خليفة حفتر في جنوب ليبيا، إذ عين حاكماً عسكرياً على سبها، وبدأ اتصالات مكثفة مع دول تملك مصالح نفطية في المنطقة.
أكد آمر المنطقة العسكرية الغربية التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، اللواء أسامة الجويلي، أن القوة التي تحركت باتجاه حقل الشرارة جنوب البلاد بأمر من المجلس الرئاسي تابعة لحرس المنشأة النفطي، وأنها تسعى لتأمين الحقل النفطي ذي الأهمية الاستراتيجية.
أطلقت الأمم المتحدة وحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، أمس الثلاثاء، خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2019، التي تتطلب 202 مليون دولار لتوفير الدعم الصحي والحماية والمياه والصرف الصحي والمأوى والدعم التعليمي لأكثر من 550 ألف شخص من المستضعفين في أرجاء ليبيا
استحوذت مدينة سبها منذ سنوات على اهتمام السلطات في ليبيا، آخرها خليفة حفتر، الذي بسط قبل أيام سيطرته على المدينة، مستهدفاً تقديم نفسه كرقم صعب في المعادلة السياسية، بسيطرته على مواقع النفط في المنطقة، ومواقع استراتيجية في مكافحة الإرهاب والهجرة.
على الرغم من أن الجنوب الليبي يعتبر سلة غذاء للمجتمع الليبي، ومصدراً للطاقة والمياه، إلا أنه لم يتم الاهتمام به، ولم يتم التفكير في إيجاد بيئةٍ مستقرةٍ من خلال الاستثمار وتوطين البرامج التنموية من كل الحكومات التي تعاقبت.
يزدحم المشهد في الجنوب الليبي بمليشيات متعددة الهويات والولاءات، بعضها محلية بطابع قبلي، وأخرى أفريقية معارضة اتخذت من المنطقة منطلقاً لعملياتها بالتحالف مع قوى محلية، لتكشف عملية خليفة حفتر الأخيرة في الجنوب عن خريطة جديدة لتوزّع القوى.