انسحب معظم أتباع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، منذ مساء ليل أمس الجمعة، من ساحات الاحتجاج في بغداد ومدن وسط جنوب البلاد، فيما تباينت التفسيرات بشأن انسحاب أتباعه من الساحات.
توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة التحرير في بغداد للانضمام إلى المحتجين هناك، بينما قتل أربعة متظاهرين وأصيب ثلاثة وثلاثون آخرون، بإطلاق القوات العراقية الرصاص الحي على محتجين في ذي قار.
قالت مصادر طبية عراقية في العاصمة بغداد، إن 36 متظاهراً أصيبوا خلال الساعات الماضية، مؤكدة أن من بين المتظاهرين 4 حالتهم حرجة أصيبوا بالرصاص الذي أطلقته قوات الأمن لإجبار المتظاهرين على عدم مقاومة عملية فض التظاهرات.
كشفت تظاهرات الأحزاب في العراق، أمس الجمعة، مدى فشلها في الحشد في بغداد، رغم مساعيها المكثفة في الأسبوعين الأخيرين، بغية المطالبة بخروج القوات الأميركية من العراق. في المقابل، تواصلت احتجاجات العراقيين على الطبقة الحاكمة.
لم يهدأ المتظاهرون العراقيون، ليعودوا إلى التصعيد ضد السلطات، بغية تسمية رئيس حكومة جديد من خارج الطبقة الحاكمة، إلا أن القوى الأمنية و"قنّاصتها" تعاملوا بعنف معهم، موقعين أكثر من 4 قتلى و100 جريح.
يستمرّ توافد المتظاهرين على ساحات الاحتجاج في العراق منذ الساعات الأولى لصباح الجمعة، بينما حذر سياسيون من وجود قرار بإنهاء التظاهرات بوسائل عدة من بينها الحلّ العسكري.
نجح المتظاهرون العراقيون في إعادة الأنظار إلى ثورتهم التي يصادف اليوم الجمعة، مرور 100 يوم على انطلاقها، ولا تزال متواصلة في مدن جنوب ووسط البلاد وبغداد، على الرغم من القمع المفرط الذي واجهت به الحكومة المتظاهرين.
قال المرجع الديني العراقي علي السيستاني، اليوم الجمعة، إن العراق يجب أن يكون سيد نفسه، يحكمه أبناؤه ولا دور للغرباء في قراراته، داعياً إلى أن يكون حكم البلاد خاضعاً لإرادة الشعب.
بدأ المتظاهرون العراقيون بالتوافد إلى ساحات التظاهر في العاصمة بغداد والمحافظات الجنوبية منذ منتصف ليل الخميس – الجمعة، للمشاركة في الاحتجاجات المليونية التي دعا إليها ناشطون بالتظاهرات، رفضاً للتدخلات الخارجية، وللتبرؤ من البرلمان وقراراته.
تشير الإحصاءات غير الرسمية في العراق إلى أن أعداد قتلى الاحتجاجات التي انطلقت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بالعراق، تجاوزت 600 قتيل وأكثر من 25 ألف جريح، ولا تزال أعمال العنف والاغتيالات والاختطاف والإخفاء متواصلة في بغداد.