صحافية لبنانية. رئيسة القسم السياسي في "العربي الجديد". عملت في عدة صحف ومواقع ودوريات لبنانية وعربية تعنى بالعلاقات الدولية وشؤون اللاجئين في المنطقة العربية.
مشهد الاقتتال المسلح في محافظة شبوة اليمنية ذكّر اليمنيين بغياب سلطة الدولة لصالح المليشيات، وتحديدا غياب مجلس الرئاسة وعدم قدرته على فرض سلطته على الأطراف المكوّنة له، كما ذكّر بلحظة سقوط مدينة عمران بيد الحوثيين عام ٢٠١٤.
ينتقل الانفصاليون في اليمن من تمرّد إلى آخر في الجنوب، بهدف الضغط على الشرعية اليمنية. ومع أنهم اعتمدوا سابقاً على الدعم الإماراتي، إلا أنهم هذه المرة نالوا دعماً سعودياً لتوسيع دائرة التمرّد.
لا يزال التوتر مخيماً على المشهد في جنوب اليمن، ويتواصل التحشيد من قبل طرفي الصراع، الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي، لمعركة قد تكون السعودية تمكنت من تأجيلها، لكنها فشلت في نزع فتيلها، في ظلّ فوضى الأجندات في هذه المنطقة.
يتواصل مسلسل الإقالات والتعيينات، على صعيد المحافظين في اليمن، من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي، والذي يحكم قرارته في معظم الأحيان مدى ولاء المحافظين للشرعية، وبعدهم عن محاور أخرى، ولا سيما الإمارات، والانفصاليين المدعومين من أبوظبي.
تشهد جزيرة سقطرى اليمنية شرقي البلاد، موجة جديدة من التصعيد الإماراتي، مع تمرد كتيبة عسكرية وإعلانها الولاء للانفصاليين، فيما اتهم محافظ شبوة وسط اليمن محمد صالح بن عديو، الإمارات بتمويل مخطط للفوضى في المحافظة.
إذا ما سارت الأحداث في شبوة، وأبين، وعدن، على النحو الراهن، واستمر التحالف في انتهاج سياسة التفكيك التدريجي للسلطة الشرعية؛ فإن أحداث اليمن خلال عام 2020 ستكون مختلفة تماماً، فتتسع بؤر دوامة من العنف المسلح، ويتكاثر أمراء الحرب.
اعترف ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، حليف الإمارات، اليوم الخميس، بقيام قوات موالية له، باقتحام ميناء عدن ونهب مبالغ مالية تابعة للبنك المركزي اليمني، قبل أن تدفعه الضغوط إلى إعلان تسليمها للقوات السعودية في المدينة.
انطلق عام 2020، بينما لا يزال مصير الصحافيين اليمنيين ضبابياً، في ظل تجاهل كل الجهات الدولية لضرورة حمايتهم وحماية العمل الإعلامي من الحرب والتهديد والقتل
لم يخرج اليمن مع انتهاء العام 2019 بمؤشرات صلبة توحي باقتراب الحل، رغم الحوار السعودي الحوثي واتفاق الرياض في الجنوب والحراك الأممي، ليبقى تراجع الشرعية العام الماضي، الحقيقة الوحيدة الملموسة، في مشهد لا يزال مفتوحاً على احتمال عودة الانزلاق الخطير.