تتخطّى تحدّيات نتائج الانتخابات السودانية كل حديث عن انتصار أو تزوير أو مقاطعة، إلى خطوات المرحلة المقبلة، في ظلّ الضغط الدولي من أجل استئناف الحوار الداخلي، وإنتاج حكومة انتقالية.
تحاول السلطات السودانية، عبر إطلاق المعارضين فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني، إبداء جديتها تجاه الحوار بعدما قاطعت المؤتمر التحضيري له، فيما يرى محللون أن ضغوطاً إقليمية ودولية دفعت السلطات للإفراج عنهما.
يتجه السودان لاستضافة قوات الدفاع العربية المشتركة التي من المقرر تشكيلها، وهو ما يفرض على البلاد اتخاذ خطوات لإنهاء أزماتها الداخلية، فيما يُتوقع أن تحصل الخرطوم على مكاسب اقتصادية بقبولها استضافة هذه القوات.
تتّجه العلاقة بين مصر والسودان إلى المزيد من التأزم، بعد افتتاح تحالف المعارضة السودانية مكتباً له في القاهرة، فيما يستمر هذا التحالف في الإصرار على مطلبه بإسقاط نظام عمر البشير.
أعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان رسمياً، ترحيبه بـ"إعلان برلين"، الذي وقّعته قوى المعارضة السلمية والمسلّحة، نهاية فبراير/شباط الماضي، بمبادرةٍ من الحكومة الألمانية في برلين، وحمل رؤيةً موحدة تجاه قضية الحوار الوطني الشامل لحل أزمات السودان
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
علوية مختار
10 مارس 2015
فيصل محمد صالح
كاتب وصحفي سوداني، ومحاضر جامعي. يعمل مديرا لمركز طيبة برس للخدمات الإعلامية، وكانب عمود يومي في صحيفة الخرطوم. حاصل على الماجستير من جامعة كارديف. تولى رئاسة تحرير صحيفة الأضواء. حاصل على جائزة بيتر ماكلر الأميركية للنزاهة والشجاعة الصحفية.
ربما تخشى الحكومة السودانية من أن تتحول محاكمة فاروق أبو عيسى وأمين مكي مدني محاكمة سياسية لها، وهو ما تحسبت له، حين اعتقالها رئيس حزب الأمة، الصادق المهدي، ورئيس حزب المؤتمر السوداني، إبراهيم الشيخ، في العام الماضي.
قرّرت جوبا تأجيل الانتخابات إلى عام 2017، وهو ما انتقدته المعارضة بشدّة. وأرجعت مصادر"العربي الجديد" السبب إلى أزمة مالية، لكن الحكومة قالت إنها تريد تجنّب فراغ دستوري. يأتي ذلك وسط تضاؤل فرص التوصل إلى اتفاق سلام في البلد الفتي.
لا يمكن فصل زيارة مساعد رئيس الجمهورية السوداني، إبراهيم غندور، واشنطن عن المساعي الأميركية للدفع باتجاه تبني الخرطوم المقترح الأفريقي، لحل الأزمة السودانية. لكن تحفظات النظام والمعارضة بشقيها السياسي والمسلح على بعض مضامين المقترح لا يجعل مهمة
بعد 10 سنوات على توقيع اتفاقية "نيفاشا"، يبدو أن الثقة منعدمة بين دولتي السودان وجنوب السودان، في مرحلة صعبة يشهدها البلدان. واختصر مراقبون كثر الوضع بتقاسم النفط ومنطقة أبيي.
علينا جميعاً الخروج من "بارانويا" المؤامرة، والتحول إلى النظر إلى الأمور بعقلانية. ينبغي أن نعطي مسألة الحكم الذاتي مساحة في عقولنا، وأن نقبل، على الأقل، فتحها للحوار الحر ومدارستها.