الاندفاع السعودي والحوثي يكرّس واقعا مشوّها ومكشوفا، يسعى الطرفان إلى إنجازه، وهو توهم تجاوز لحظة الحرب، وتوهم أن هذه الخطوة ستجعل اليمنيين يستسلمون لها ولواقع تشكّلها، وهو واقع لن يُنتج سوى حالة من اللاسلام واللاحرب واللادولة.
وجّه الحوثيون رسائل عدة عبر الاستعراض العسكري الذي نظموه الخميس الماضي في صنعاء، لكنها في المجمل كانت رسائل للداخل اليمني، خصوصاً الحكومة والبيئة الحاضنة.
فاجأ ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الكثيرين بحديثه لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية، في مقابلة بُثت أخيراً، عن أن المملكة تقترب من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، رغم وجود مؤشرات سابقة على ذلك، وعلى رغبة بنيامين نتنياهو بإتمام الصفقة.
قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن تحالف "أوبك+" لا يستهدف الوصول إلى سعر معين لبرميل النفط الخام، مؤكدا أن الهدف هو تحقيق استقرار في سوق الطاقة.
مع مرور 9 سنوات على سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) على العاصمة اليمنية صنعاء، تزايدت الضغوط الشعبية عليها للمطالبة بالرواتب والخدمات المقطوعة منذ ثماني سنوات، وسط اتهامات لها بالاستحواذ على جميع الإيرادات لصالح الحرب.
وصف مسؤولون سعوديون وحوثيون المحادثات التي أجروها في الرياض على مدى خمسة أيام بأنها "جدية وإيجابية"، معربين عن تفاؤلهم بإمكانية التوصل إلى خريطة طريق لوضع حرب اليمن في المسار الصحيح نحو الحلّ، رغم عدم الخروج باتفاق واضح.
موقف التحالف جاء في خطابه المفتوح الذي وجهه إلى رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي، بشأن المفاوضات التي تبذلها السعودية مع الحوثيين، للتوصل إلى سلام في اليمن.
دخل التفاوض بين السعودية والحوثيين مرحلة جديدة، مع بدء زيارة حوثية للرياض، تتمحور حول ملفات إنسانية واقتصادية، في ظل ترقّب ما إذا كانت المفاوضات الجديدة ستفتح الأفق أمام تسوية سياسية في اليمن.
قال الحوثيون إنهم يأملون في "تجاوز التحديات" خلال محادثات مع مسؤولين سعوديين في الرياض تتعلق بإنهاء حرب اليمن، في زيارة علنية هي الأولى منذ بداية التدخل العسكري السعودي في هذا البلد ضد الجماعة الموالية لإيران.