الاشتباكات المستمرة في السودان تطبق على صدر الاقتصاد المأزوم. هناك، يواجه المواطنون أزمات معيشية حادة، تغذيها مؤشرات اقتصادية لا تقل سوءاً، فيما يبدو الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الذي انطلق منذ أكثر من أسبوع معقداً
تضاربت الأنباء، اليوم الأحد، بشأن خروج الرئيس السوداني المعزول، عمر البشير، وبعض القيادات في نظامه السابق من سجن كوبر في شمال الخرطوم، حيث تداولت صفحات محلية فيديو تقول إنه لخروج عدد كبير من نزلاء سجن كوبر.
اللجوء إلى الانقلابات العسكرية في السودان تعبير عن فشل سياسي داخلي وخارجي في إدارة مرحلة ما بعد نظام البشير، والعجز عن تحقيق توافقاتٍ قادرة على انتشال السودان من مشكلاته المزمنة، والتي لم تكن بحاجةٍ إلى مزيد من الخلافات والتعقيدات الخارجية.
منذ إنشائها قبل نحو 200 سنة، مرت العاصمة السودانية الخرطوم بمراحل عصيبة من الحرب والعنف، لكن الاشتباكات الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع هي الأصعب في تاريخها الحديث.
فيما تسود الفوضى في السودان بسبب حرب الجنرالين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، اللذين قال دبلوماسيون وقادة أجانب إنّهم "راعوا جانبهما" من منطلق "براغماتي"، يبدأ المجتمع الدولي حساب الضمير بعد تفجّر العنف.
تعيد الأحداث الجارية في السودان طرحَ أزمة الجيوش العربية التي يحفل تاريخُها بما يكاد لا يحصى من الانقلابات والانقلابات المضادّة. هذه الجيوش التي وقفت عاجزة، في معظم الأحيان، عن الذود عن حرمة أوطانها، وكانت أدواتٍ في أيدي الحكام والأنظمة والقبائل...
زوايا
محمد أحمد بنّيس
20 ابريل 2023
مالك ونوس
كاتب ومترجم سوري، نشر ترجمات ومقالات في صحف ودوريات سورية ولبنانية وخليجية، نقل إلى العربية كتاب "غزة حافظوا على إنسانيتكم" للمتضامن الدولي فيتوريو أريغوني، وصدر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.
يعدّ التحارب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع نتيجة حتمية لانقلاب العسكر الذين لم يفوا بوعودهم بوضع حد زمني لقيادتهم فترات الحكم الانتقالي وتسليم السلطة للمدنيين، وانسحابهم إلى الثكنات، بعد دمج المليشيات في الجيش أو حلها.
لا تلوح بارقة أمل في الأفق لوقف إطلاق النار في السودان، وتبدو الحلول السلمية جزءاً من الماضي، لتصبح البلاد أمام حرب أطول مما يتصوره الطامحون للسلطة، الحالمون بها ولو على جثث الشعب السوداني وأشلائه.
اندلع قتال في العاصمة السودانية الخرطوم وفي مواقع أخرى من أنحاء البلاد حيث تتناحر الفصائل العسكرية المتنافسة القوية من أجل السيطرة، وهو ما يزيد من خطر اندلاع حرب أهلية في جميع أنحاء البلاد.