كاتب سوري
جوهر التحدّي القائم في مدينة السويداء اليوم، ليس في حجم الخطر الأمني القائم، بل في الرسائل السياسية التي يرسلها هذا الخطر إلى كامل الجغرافيا السورية.
يظهر شرق المتوسّط مساحةً تتجاوز جغرافيته المحدودة، فاصبح مختبراً لصياغة نماذج جديدة من السيادة الأوروبية، وباتت القوة تقاس بمَن يستطيع بناء تحالفات ذكية.
لا يمكن تبرير أيّ انتهاكات ضدّ المدنيين في سورية تحت أيّ ذريعة كانت، فالعدالة لا تتجزّأ، والدولة تُبنى على سيادة القانون لا الانتقام.
لا مواطنة حقيقية من دون عدالة اجتماعية. وهذا يتطلّب سياسات تنموية تعيد توزيع الموارد بشكلٍ مُنصف، وتنهض بالمناطق المهمّشة، مع تحسين الخدمات الأساسية.
يتطلب الوضع السوري الراهن توحيد الجهود العسكرية والأمنية لتحقيق الاستقرار، مع إرساء مبادئ عدالة محايدة ومنصفة تعبّر عن إرادة جميع الأطراف.
سقوط نظام الأسد بل بداية مرحلة جديدة تتطلّب إعادة بناء، ليس المؤسّسات السياسية والاقتصادية فقط، بل أيضاً الثقافة السورية التي شوّهها النظام.
"اخرجوا الآن أيّها المهاجرون غير الشرعيين"، و"اخرجوا أيّها الغرباء من أحيائنا" هذه بعض الشعارات التي رفعها حزب "إيلام" في مدينة لارنكا القبرصية.
يسقط معظم السوريين في ديناميّات الموت المنتظر، ويبرمجون عقولهم بانتظار تنفيذ فكرة توريث الحكم بعد بشّار الأسد، لابنه، كما ورث الأول الحكم عن أبيه.
لم يكن الإنسان السوري يسعى إلى السلطة، كان يريد كرامته وحريته واستعادة وطنه، هذا ما كنّا نشعر به في الثورة السورية قبل أن تبتلعها العسكرتارية الجاهلة.
تتبنى قبرص استراتيجيات حذرة، متوازنة. فلكلّ كيان في المنطقة مصالحه الخاصّة، وتتبع قبرص نهجاً يتكيّف مع ديناميات كلّ علاقة تربطها بجيرانها على حدة.