لبنان اليوم أمام مفترق طرق خطر كبير، لا ينحصر بالديْن العام وإفلاس الدولة وتوقف العمل في مجمل القطاعات، بسبب التعبئة العامة التي فرضتها كورونا، بل الخطورة الكبرى في الطاقم الحاكم نفسه الذي يبدو عاجزاً عن القيام بالمهمة المنوطة به.
خرج رجل الأعمال اللبناني، بهاء الدين الحريري، الابن الأكبر لرئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري، ببيان حاد اليوم الجمعة، هاجم فيه الطبقة السياسية التي حكمت لبنان بعد تاريخ اغتيال والده عام 2005، علماً أن شقيقه سعد كان ركناً بارزاً بهذه المنظومة.
ارتفعت حدّة الخطاب السياسي في لبنان منذ أيام من جانب أفرقاء قوى 14 آذار، بوجه حكومة حسان دياب ومن يعتبرونهم عرّابيها، إلى حدّ وصف جنبلاط لدياب في حديث صحافي بـ"الحقود والموظف عند جبران باسيل".
يجادل الكاتب، صقر أبو فخر، أن الحرب الأهلية اللبنانية لم تبدأ في 13/4/1975، بل لها جذور تعود إلى سنة 1968، أي بعيْد هزيمة 1967، حيث انحسر الحضور الفاعل للعروبة، فتصوّرَ اليمين اللبناني أن الأوان حان لتغيير موازين القوى الداخلية.
توافد محتجون إلى ساحات بمحيط المجلس النيابي وسط العاصمة بيروت، مساء الإثنين، عشية مظاهرات مرتقبة دعا إليها معارضون تزامناً مع انعقاد جلسة مقرّرة لمناقشة البيان الوزاري للحكومة الجديدة.
شهدت العاصمة اللبنانية بيروت خروج تظاهرتين، بعد ظهر السبت، توجهتا إلى المجلس النيابي، رفضاً لحكومة حسان دياب، تحت شعار "لا ثقة" و"لن ندفع الثمن"، في وقت تحدث فيه الرئيس ميشال عون عن استعداد عدد من الدول، بينها فرنسا، لمساعدة لبنان.
يبدو مقر الحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة حسّان دياب، وكذلك مكاتب وزرائها، أشبه بخلية نحل تعمل على خط لجم التدهور الاقتصادي وضبط فلتان الدولار واستعادة الاستقرار المالي والمصرفي، في الوقت نفسه الذي تجهد لإنجاز بيان وزاري يؤهلها لنيل ثقة مجلس النواب.
اقتصاد عربي
التحديثات الحية
مباشر
العربي الجديد
31 يناير 2020
سعد كيوان
صحافي وكاتب لبناني، عمل في عدة صحف لبنانية وعربية وأجنبية.
يأخذ الشارع والوسط السياسي المعارض لتحالف (نصرالله - برّي - باسيل)، على (الحريري - جعجع - جنبلاط) تموضعه في غرفة الانتظار، ويصبّ جهوده لإطلاق معركة إسقاط رئيس الجمهورية ميشال عون الذي يشكل في رأيهم الحلقة الأهم التي يجب كسرها.