نحن أمام توافق روسي أميركي صهيوني بشأن سورية، ولهذا باعت أميركا من كانوا يعتبرون حلفاء لها، وقبلت الدولة الصهيونية بوجود بشار الأسد. وهذا يعني توافقا على الحل في سورية، والذي ينطلق من الخطة الروسية. ربما هذه مقدمة لتفاهم روسي أميركي.
طرح حراك مسيرة العودة ما يجب أن يعالج فلسطينياً، وهو حصار غزة التي تخنقها إسرائيل والنظام المصري، وكذلك السلطة الفلسطينية، وأصولية حركة حماس، الأمر الذي فرض التحرّك في رام الله للضغط من أجل أن تنتهي مهزلة حصار السلطة قطاع غزة.
نحن نسير نحو عالمٍ متفجّر، تنزع شعوبه إلى الثورة، وإلى صراع طبقي سيطاول معظم دول العالم. كانت الثورات في البلدان العربية "قمة جبل الجليد"، وقد حوصرت من كل الطغم المالية والمافيات الدولية والرأسماليات المحلية.
الاحتجاجات مستمرة في الأردن، والمحتجون يعون أن الأمر لا يتعلق بتغيير الحكومة ورئيسها، بل بتغيير النهج والسياسات الاقتصادية. وفي جوهر ذلك الفك عن شروط صندوق النقد الدولي، وعن مصالح الرأسمالية التي راكمت ثروةً كبيرةً خلال العقود السابقة.
يرى المفكر الفلسطيني سلامة كيلة في كتابه الجديد "إفلاس اليسار العالمي" الذي صدر حديثاً عن "منشورات الوعي الجديد" في عمّان، أن أميركا بعد الأزمة المالية لم تعد هي الإمبريالية الوحيدة، التي تريد السيطرة. حيث نشأت رأسماليات أخرى باتت تنافسها.
بات واضحاً أن الدولة الصهيونية قرّرت تصفية الوجود الإيراني في سورية، بما فيه وجود حزب الله، وأن سياساتها تقوم على القصف المستمر لكل القواعد والمناطق التي توجد فيها قوات إيرانية، أو من حزب الله.
الشعب يريد بديلاً مختلفاً، وأن معظمه لا يجد في الانتخابات طريقاً إلى التغيير. بالتالي، سوف ينفجر الاحتقان المجتمعي من جديد، لتحقيق التغيير عبر الثورة. وتوضح هذه الوضعية أن الثورة هي طريق التغيير وليس أي مسار آخر.
هناك مأزق كبير بات يحكم النضال، بعد أن ضاع الهدف، وقبلت الفصائل بـ "دولة" على جزء صغير من فلسطين، من دون أن تحصل عليها. وبعد أن استحكمت النظم العربية، وباتت أقرب إلى التفاهم مع الدولة الصهيونية.
كان الوجود الإيراني في سورية ضرورةً روسيةً، وحاجةً لا يمكن الاستغناء عنها، فقواتها هي التي تقاتل على الأرض، وتسيطر على مناطق المعارضة، على الرغم من أنه كان يُبرز، في نهاية المعارك، وجود "الجيش العربي السوري".
لم يطرد النظام النظام السوري آلافا، بل ملايين، ولم يرحّل منطقةً، بل رحّل مناطق واسعة، فهل سيأتي بأعداد مماثلة لكي تسكن سورية؟ هل يمكنه أن يأتي بأي أعداد تؤدي إلى تحقيق التغيير الديمغرافي؟