استعرض الجزء الأول من الدراسة مصاعب الثورة السورية والعوائق أمامها، وفي الجزء الثاني تجيب على أسئلة بشأن المطلوب الآن لتجاوز الوضع القائم، والخطوات الضرورية لكي تتطور الثورة وتتجاوز الفوضى وعجز العمل العسكري عن الحسم، وتصاعد دور القوى الأصولية.
على الرغم من بطولة الشباب السوري، إلا أن الثورة تعاني من حالة استعصاء، فالسلطة قررت شق الشعب بكسب الأقليات، وساعدت على ذلك أطراف في المعارضة وقوى إقليمية، لتدخل الثورة عسكرياً مراوحة، لا يبدو أن قدرة السلطة ستسمح بتجاوزها، ولا الثورة.
يجب أن ننظر إلى ما يجري في أوكرانيا كنهوض شعبي من أجل العدالة، لكن، في غياب البدائل، وتوزع الأوهام بشأن حلول المشكلات. واضح أنها باتت دولة ديمقراطية، لكن شعبها لا يتردد في إسقاط الحكومة التي لا تحقق مطالبه بالثورة.
دول إقليمية، لا تريد للثورة السورية أن تنتصر، بل تريدها أن تتحوّل مجزرة، وأن تضعف سوريا البلد، وينتهي الأمر بسلطةٍ ضعيفةٍ، تُفرض في اتفاق "دولي"، حلاً لـ "حرب أهلية"، أو "طائفية".
إذا كانت الثورات عفويّة، لهامشيّة الأحزاب والنُخَب، وهو ما أسّس لتعقيد الصراع وطوله، والعجز عن إسقاط النظام "إلى الآن"، فإن الصراع ذاته يفرز تبلوراً جديداً في المستوى الفكري السياسي، يعبّر عن واقع الشعب، ويؤسّس لنشوء بديل قادر على تحقيق التغيير.
حدث أوكرانيا وقع على روسيا، بوتين، كالزلزال، لم يكن يتوقع هذا الانهيار السريع، وظنَّ أن الأمور باتت في يده هناك. فالأمر لا يتعلق، فقط، بالسيطرة على السلطة فيها، عبر الرئيس يانوكوفيتش، بل بالارتباط بمصالح أوروبا التي لا تريد استثارة روسيا.