لا يبدو الرئيس التونسي قيس سعيّد على استعداد للتخلي عن مخططه بفرض خريطة "حل" توصل إلى انتخابات نهاية العام الحالي، مصرّاً على إقصاء خصومه ورفض أي حوار معهم.
كشف الأمين العام للحزب الجمهوري عصام الشابي، في تصريح لـ"العربي الجديد" اليوم الأحد، أن الأحزاب الديمقراطية (الجمهوري والتكتل والتيار الديمقراطي) التي دعت منذ أيام للحوار ستعرض، بداية من هذا الأسبوع، ورقة عمل على المنظمات الوطنية والمدنية بتونس.
فاجأت الروزنامة التي أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيد لتنظيم انتخابات تشريعية واستفتاء شعبي بشأن تعديل الدستور هيئة الانتخابات، التي أكدت أنه لم يتم التنسيق معها في تحديد هذه المواعيد، وصعوبة إجراء أربعة انتخابات في ظرف سنة واحدة.
لا يستثني الرئيس التونسي قيس سعيّد أي طرف في مسار سعيه للإمساك بكل خيوط اللعبة، فبعد تعطيل البرلمان وشل الأحزاب والتفرد بالسلطتين التشريعية والتنفيذية، ها هو اليوم يخوض معركة مع القضاة، بالتوازي مع محاولته توجيه رسائل تهدئة للخارج.
يقف حزب "العدالة والتنمية" المغربي اليوم على مفترق طرق وملفات ساخنة وتحديات مصيرية، تجعل مستقبله مفتوحاً على كل الاحتمالات، خصوصاً الخروج من المؤتمر الاستثنائي موحداً حول قيادة قادرة على استعادة المبادرة وتجنيب الحزب التصدعات.
على الرغم من المطالبات الدولية المتصاعدة بعودة عمل المؤسسات في تونس، والخروج من الوضع الاستثنائي، لا يزال الرئيس قيس سعيّد يتمسك بخطابه وبرفض ما يقول إنه تدخل خارجي في شؤون البلاد، مصراً على إطلاق حوار وفق رؤيته، وهو ما يهدد بعزل البلاد دولياً.
يزداد الغموض حول مستقبل الأوضاع في تونس، مع مرور مزيد من الوقت على الانقلاب على الدستور الذي نفذه الرئيس قيس سعيّد الأحد، لترتفع المطالب بإنهاء العمل بالتدابير الاستثنائية، وتحديد مهلة 30 يوماً للعودة إلى المسار الدستوري.
ما يحدث في لبنان حاليا من انهيار في كل مناحي الحياة هو رسالة صارخة لحكومات دول المنطقة، خاصة تلك التي باتت حكوماتها تغض الطرف عن الفساد المستشري والتفاوت الطبقي وتركز الثروة، وتعتمد على قروض صندوق النقد والبنك الدوليين في سد عجز الموازنة العامة.
لا تزال الساحة السياسية في تونس تعاني من الجمود بسبب القطيعة الحاصلة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان ورئاسة الحكومة، وتواصل المواقف الحادة المتبادلة بين الرؤساء الثلاثة، قيس سعيد وراشد الغنوشي وهشام المشيشي.
أحيا التونسيون، اليوم السبت، الذكرى الـ65 للاستقلال (العيد الوطني) في غياب مظاهر الاحتفال بسبب جائحة كورونا من ناحية، وبسبب الأمطار المستمرة منذ يومين على مختلف مناطق البلاد.